إن الأمن في مملكة البحرين يشهد نهضة تنموية عصرية متطورة توافقت مع كل التطورات العالمية والذي بدأ مع المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم، حيث الانفتاح السياسي، وقيم التسامح، وبناء نهج شرطي يركز على الإنسان والشراكة المجتمعية، فكانت الإصلاحات الأمنية المتكاملة التي رسخت الاستقرار باندماجها مع المجتمع ومنها تعززت الثقة مع المواطنين فتحققت الإنجازات الأمنية وكانت المشاريع الكبرى مثل تطوير البنية التحتية وجذب الاستثمارات الأجنبية.
عملت المنظومة الأمنية على كل فكر جديد يساهم في تطوير الكوادر البشرية ورفع الكفاءات الأمنية لإعداد قادة أمنيين بفكر متقدم علمياً وعملياً قادراً على مواكبة الطموحات الوطنية الكبرى ويأتي ذلك متوافقاً مع نهج جلالة الملك المعظم بأهمية الاستثمار في العنصر البشري والتي جاءت برؤية استراتيجية قائمة على بناء أجيال قيادية ساهمت وقدمت وأنجزت وتميزت بشكل نوعي على المستويين المحلي والدولي مما عزز من مكانة البحرين عالمياً، وهذا التطوير لم يكن مجرد خيار، بل ضرورة فرضتها الرؤية الاستراتيجية لبناء وطن آمن ومستقر يسوده الانسجام الاجتماعي والتنمية الشاملة.
إن المؤسسات الأمنية في مملكة البحرين لم تكتفِ بالإنجازات الحالية بل عملت على استشراف التحديات المستقبلية لتعزيز تماسك الوطن فنجدها تحلل وتفسر وتجتهد لتعمل على إيجاد الحلول مع كل المتغيرات الأمنية الدولية، مثل الأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب حيث الاستباقية في التعامل مع التحديات لفتح آفاق أمنية وطنية لدعم التنمية الشاملة والمشاريع التنموية مثل المدن الذكية والخدمات الحكومية الرقمية والتي حققت نجاحاً بحرينياً جعلها وجهة مفضلة للاستثمارات الدولية كما ساهمت هذه البيئة المستقرة في تحقيق إنجازات رياضية وثقافية متميزة على المستويين المحلي والدولي مما عكس مستوى التكامل بين الأمن والتنمية فأصبح نموذجاً يحتذى به على المستوى العالمي.
يعد الأمن الوطني حجر الزاوية لاستقرار وازدهار أي دولة، وفي مملكة البحرين تتجلى هذه الحقيقة بوضوح من خلال الإنجازات التي حققتها المؤسسة الأمنية تحت القيادة الرشيدة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، فيأتي الاحتفال بالشرطة البحرينية في الرابع عشر من كل عام للتأكيد على أن الأمن الوطني يمثل الركيزة الأساسية لاستقرار وازدهار الدولة وأن الاحتفال بهذا اليوم ليس مجرد حدث بروتوكولي فقط وإنما هو شهادة على مسيرة التطوير الأمني التي أمنت المناخ الملائم للتنمية المستدامة في مملكة البحرين والذي يأتي متزامناً مع احتفالات العيد الوطني المجيد وذكرى مرور خمسة وعشرين عاماً على تولي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم مما يعطي أهمية للأمن كجزء رئيسي من نسيج التنمية الوطنية، كما في هذا اليوم لا تنسى البحرين وشرطتها تضحيات أبنائها المخلصين شهدا ء الواجب الذين قدموا أرواحهم في ميادين العزة والكرامة والذين تفخر بهم مملكة البحرين وترفع رايتهم وتعدهم مصدر الإلهام الوطني الدائم.
إن تجربة البحرين في الأمن الوطني ليست مجرد قصة نجاح، بل هي درس في كيفية بناء دولة متماسكة قيادة وشعباً ومؤسسات قادرة على مواجهة التحديات واستثمار الفرص، ومع استمرار هذا النهج تواصل مملكة البحرين تعزيز مكانتها كواحة للأمن والاستقرار، ما يضمن لها مستقبلاً مشرقاً ومزيداً من التقدم والازدهار.
* إعلامية وباحثة أكاديمية