بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي ندوة بعنوان" اللغة العربية وسؤال المعرفة" تحدث فيها كل من الدكتور ناصر المبارك، الدكتور كمال طه، الدكتور شعيب غباشي، وأدار الحوار الدكتور خليفة بن عربي.

وقد استهل الدكتور بن عربي الندوة بالإشارة إلى أهمية هذه المناسبة العالمية التي يحتفى بها سنويًا، وقد ألقى بهذه المناسبة كلمات تغنى فيها بجمال اللغة العربية بقوله" خذينا نسستجيز الحب شعرا وضمينا إلى شفتيك سرا، فمذ حرث الوجود النور صحوا وانت بداية الأشياء تترا". وأوضح أن الندوة تهدف إلى مناقشة مكانة اللغة العربية، الإشكاليات التي تواجهها، ومستقبلها في ظل التطورات المتسارعة، مع تسليط الضوء على الأبعاد الثقافية والمعرفية المرتبطة بها.

وقد تناول الدكتور شعيب غباشي في مداخلته أهمية اللغة العربية باعتبارها عنوان الهوية القومية، مشيرًا إلى أن نزول القرآن الكريم باللغة العربية أضاف لها شرفاً عظيماً. وأكد أن اللغة العربية تمثل التاج الذي يحمي الهوية العربية، مضيفاً: "رغم توجيه السهام إلى اللغة العربية من كل جانب، فإنها تظل قوية وصامدة، تمثل روح الإنسان العربي وشريان حياته"..

وفيما يخص الوظائف والأدوار التي تشغلها اللغة العربية فقد أشار الدكتور المبارك إلى أن اللغة العربية تؤدي عدد من الوظائف المتعددة، والتي تتطابق مع وظائف أي لغة أخرى. فهناك الوظيفة الإعلامية، الوظيفة التأثيرية، الوظيفة التعبيرية، الوظيفة الشعرية، والوظيفة الاتصالية. ولتعريفها بإيجاز فالوظيفة الإعلامية تعني تبادل المعلومات فيما بين الجماعات ليلا ونهارا، واما التأثيرية فتعنى بإقناع الاخرين والحجاج، والتسويق والترويج وكل ما يدخل تحت عنوان التأثير. وتعنى الوظيفة التعبيرية بتعبير الأنسان عن آماله والامه واحلامه ويسرد بها كل ما يمر به من خلال غريزة البوح، وغيرها من الوظائف المباشرة والآلية التي تتمتع بها أي لغة أخرى وهي الوظائف الدنيا للغة، حيث تعنى الوظائف غير المباشرة فمن أهمها الوظيفة الثقافية التي تميز الهوية وتدل على الانتماء.

من جانبه، تناول الدكتور كمال طه مكانة اللغة العربية في الدراسات العالمية، مستشهداً برأي المستشرق الفرنسي الشهير إرنست رينان، الذي أعرب عن دهشته من اكتمال اللغة العربية قائلاً: "من المدهش كيف نبتت لغة بهذا الكمال بين قوم رحالة في الصحاري". كما أشار الدكتور طه إلى دراسة أجراها فريق بحثي من إحدى أعرق الجامعات البريطانية، توصلت إلى أن اللغة العربية هي الأساس بين اللغات، لما تتمتع به من نظام صوتي متكامل ومميز يجعلها فريدة بين لغات العالم.

وفي ختام الندوة، قدم المتحدثون توصيات مهمة، حيث دعا الدكتور غباشي إلى إعداد خطة طويلة الأمد تهدف إلى تنقية الإعلام المسموع من هيمنة اللغة العامية، فيما شدد الدكتور طه على أهمية تعزيز التعليم والتثقيف باللغة العربية بين الأجيال الجديدة، لضمان استمرار اللغة العربية في أداء دورها الحضاري والثقافي والمحافظة على هويتها المتميزة. كما وتم تكريم المشاركين من قبل إدارة مركز عبد الرحمن كانو الثقافي.