إن الاحتفال بالعيد الوطني المجيد، وعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، هو أغلى مناسبة وطنية يؤكد فيها المواطن على كل معاني الوطنية والانتماء والوفاء والولاء لقائد البلاد وكبيرها جلاله الملك المعظم حفظه الله ورعاه، لما تحقق للبحرين من إنجازات في هذا العهد الزاهر، شهد بها الجميع في الداخل والخارج، حتى صارت البحرين نموذجاً لتأسيس دولة مدنية حديثة، تسير على هداها كثير من الدول الساعية للنهضة وتأسيس مشروعها الإصلاحي ولذلك فإن تجديد البيعة أمانة أودعها الله لدى كل شخص منا.

يعني تجديد البيعة استمرار البحرين فيما تنعم به من استقرار وأمن للمواطنين والمقيمين، والذي هو حاجة من حاجات الإنسان الأساسية، والتي تأتي مباشرة بعد حاجته للطعام الذي هو أساس حياته هذا إلى جانب أن الأمن والاستقرار هما أساس الحفاظ على حياة الإنسان وماله وأسرته وكل ما يملك، والحفاظ على ما حبا الله به البحرين من خيرات وثروات ينعم بها كل مواطن على هذه الأرض الطيبة.

من يلقي نظرة على المحيطين الإقليمي والدولي، سيجد تعدداً في الصراعات وتنوعاً في الحروب، وإذا ما قارن ما ينعم به من أمن واستقرار في مملكتنا الحبيبة لشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة، ولشكر القيادة الرشيدة على ما تبذله من جهود جبارة للحفاظ على أمن المواطن والحفاظ على المكتسبات الوطنية التي تحققت، والتي ما كانت تتم بهذا الشكل لولا وجود رجال شرفاء من الجيش والشرطة يقومون على تحقيق هذا الأمن والاستقرار للبلاد والعباد، رجال يتسمون بالوفاء والولاء لوطنهم وقيادتهم، رجال نذروا حياتهم من أجل أمن البلاد والعباد وراحتهم.

إن من يحلل الخطاب السياسي السامي، ويدقق النظر فيما يبذل من جهود جبارة تضطلع بها الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، سيجد -بما لا يدع مجالاً للشك- أن كل تفكير قيادتنا الرشيدة منصبٌّ في تطور البحرين وازدهارها وبناء دولة بالمعنى العصري، ولذلك فإن إنجاز المشروعات الوطنية العملاقة التي تحققت في البنية التحتية بكل جوانبها هو خير دليل على ذلك، بجانب ما نلاحظه من عمل دؤوب لكل وزارات الدولة كفريق متكامل يعمل على بناء الإنسان في التعليم والتثقيف والصحة وقضايا المرآة والقضايا الاجتماعية والشبابية وغيرها، في إطار مناخ سياسي ينشر التسامح والسلام والإخاء والمحبة بين المواطنين جميعاً، بل ويصدّره إلى كل دول العالم حتى صار اسم البحرين يرتبط باسم السلام لدى دول العالم.

إن العلاقة الوطيدة بين الحكومة والشعب واستقرار البلاد، وما حققته من إنجازات قد انعكس على صورة مملكة البحرين في الخارج، حيث أصبحت لها مكانتها المتميزة بين دول العالم المتقدم، باعتبارها مملكة دستورية مدنية حديثة أخذت بالفكر الديمقراطي الحر، وقدمت تجربة برلمانية فريدة في المنطقة، وشجعت الاستثمارات الأجنبية، ودعمت المرأة ودفعت بها للمناصب القيادية في كل المواقع، وبالتالي صارت البحرين دولة ذات مكانة مرموقة بين دول العالم المتقدم تربطها بهم علاقات قوية سواء في المحيط الإقليمي أو العالمي.

تجديد البيعة هو تنفيذ لأمر المولى عز وجل للمؤمنين، كما أنه تأكيد على المكتسبات الوطنية التي تحققت في العهد الزاهر وتأكيد على استمرار البحرين في مشروعها الإصلاحي والنهضوي للجيل الحالي والأجيال القادمة، ولذا وجب علينا في هذه المناسبة العطرة أن نجدد البيعة، ونقدّم التحية لحكومتنا الموقرة، وندعو المولي أن يحفظ لنا البحرين وقيادتها وشعبها من كل سوء.