تعمل مملكة البحرين على تطوير أجندتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي لتصبح مركزاً إقليمياً، حيث تستثمر العديد من المؤسسات الكبرى بكثافة في الذكاء الاصطناعي لتعزيز عملياتها وكفاءتها وقدرتها التنافسية. ويتم تنفيذ استثمارات كبيرة في مختلف القطاعات بما في ذلك الصناعة والخدمات الصحية والتعليم والتكنولوجيا المالية والنفط والغاز. وفي القطاع الصناعي، تقود ألبا وأسري الطريق، حيث تقوم ألبا باستثمارات كبيرة في الذكاء الاصطناعي لتعزيز عمليات التصنيع والطاقة. ومن المتوقع أن يؤدي مشروع الأنود الأخضر الخاص بهم إلى تقليل هدر المواد بنسبة 10-15%، ومعدلات الرفض بنسبة 5-10%، واستهلاك الطاقة السنوي بنسبة 3-5%، وبالتالي تحسين كفاءة تكلفة التصنيع بشكل كبير. وبالمثل، في قطاع النفط والغاز، تحرص مصافي بابكو وشركة تطوير للبترول على دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمتها. من المتوقع أن يؤدي الذكاء الاصطناعي في مصافي بابكو للتنبؤ بالبخار، والذي هو قيد التطوير حالياً، إلى تحسين تدفق الإنتاج من خلال الرؤى المستندة إلى الذكاء الاصطناعي، مما قد يؤدي إلى زيادة إنتاجية الإنتاج بنسبة 5-10٪ وتقليل الهدر، مما سيؤدي إلى تخفيضات كبيرة في التكلفة.
شقت حلول الذكاء الاصطناعي المبتكرة طريقها لزيادة الكفاءة التشغيلية في مملكة البحرين مثل أتمتة عملية التدقيق لتتبع عمليات التدقيق المالي باستخدام التعلم الآلي، وأدوات التدقيق القائمة على الذكاء الاصطناعي لتحليل الامتثال. وفي مجال الرعاية الصحية، تتنبأ حلول الذكاء الاصطناعي بمواعيد المستشفيات القادمة، مما يحسن تخصيص الموارد ويقلل من أوقات انتظار المرضى، بينما يعمل التنبؤ بطلب الأدوية على تحسين إدارة المخزون من خلال التنبؤ بدقة بالطلب. تعمل أنظمة مراقبة المستودعات الصيدلانية على التنبؤ بالحالة البيئية والكشف عن الانحرافات عن الظروف العادية. في مجال الموارد البشرية، تحلل أنظمة الذكاء الاصطناعي السير الذاتية وتبسط عمليات البحث عن المرشحين وتقييم ملاحظات المقابلة باستخدام درجات الملاءمة التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، بينما تقترح أنظمة توصية الدورات التدريبية برامج تطوير الموظفين المخصصة. يستفيد القطاعان القانوني والمالي من نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) التي تحلل المستندات القانونية وتلخص الأحكام وتنشئ تقارير مالية مخصصة، بينما في وسائل الإعلام، تستخرج نماذج اللغة الكبيرة وتلخص المحتوى الإخباري.
ومع تبني الصناعات والقطاعات البحرينية للذكاء الاصطناعي، فمن المتوقع أن تشهد زيادة تصل إلى 20 إلى 35% في صافي أرباحها في السنوات المقبلة. وفقًا لتقرير البحرين للتكنولوجيا المالية، فإن أكثر من 22% من شركات التكنولوجيا المالية في البحرين تستفيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي وتستعد لمواصلة الاستثمار في التقنيات الناشئة. استقبلت البحرين أول مراكز بيانات تابعة لشركة أمازون ويب سيرفيسز (AWS) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2019، والتي تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار أمريكي، مما عزز مكانتها كمركز ناشئ للذكاء الاصطناعي في المنطقة. ومن خلال تحفيز الاستثمارات والابتكارات في قطاع الذكاء الاصطناعي، يمكن للبحرين أن تضع نفسها كمركز إقليمي رائد للذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع تحسينات محتملة في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 10-15% من خلال دعم هذه التقنيات وتبنيها واحتضانها.