فاز فيلم "إلى عالم مجهول"، للمخرج مهدي فليفل، بجائزة التانيت الفضي في الدورة 35 من "أيام قرطاج السينمائية" في تونس.
الفيلم من بطولة محمود بكري، وآرام صباح، ومحمد الصرافة، ومعتز الشلتوت، ومنذر رياحنة، ومحمد غسان.
واختار المخرج مهدي فليفل أن يأخذ المشاهد في رحلة إلى عالم مجهول، حيث يواجه رضا وشاتيلا مصيرًا حتميًا لا مفر منه.
ويتساءل الفيلم عن الخيارات المتاحة لمهاجر بلا وثائق قانونية، في بلد لا يعترف بحقه في الحياة بكرامة، بل ينظر إليه كعبء أو خطر يجب التخلص منه، وكأنه مرض معدٍ، يستوجب العلاج والإقصاء.
وتدور أحداث الفيلم حول بينما يسعى شاتيلا وابن عمته رضا، للبحث عن الإنسانية، تجبرهما قسوة الحياة على التخلي عن إنسانيتهما رغمًا عنهما.
ولم يكن ذلك استسلامًا سهلاً، بل نتيجة قلة الحيلة، ليصبحا في النهاية أشبه بهذا العالم القاسي الذي عانيا منه. وكأن البشر يفقدون إنسانيتهم تدريجيًا، حتى تتجاوز قسوة العالم حدود الاحتمال.
وتناول مهدي فليفل العديد من التحديات في فيلمه، مسلطًا الضوء على التحولات في شخصية شاتيلا، التي قد تكون دلالة اسمه مرتبطة بمأساة مخيم شاتيلا والمذبحة الشهيرة التي تحمل القسوة ذاتها.
وكذلك شخصية رضا، الذي يحمل من اسمه دلالة على محاولاته الحثيثة للقبول بواقعه، بينما يسعى كلاهما إلى عالم أفضل، إلا أن هذه المحاولات تضعفها خيبات الأمل وتدمرها قسوة الحياة.
في هذا العالم القاسي لا يجد أصحاب القلوب الطيبة والمتعاطفة مكانًا لهم. بدلاً من مواجهة الواقع، يتجهون إلى جلد الذات كوسيلة للهرب. وفي النهاية، يثبت فليفل أن الإنسانية والقلوب الرقيقة "الحنونة" لا تستطيع الصمود في عالم لا يعترف إلا بالقسوة.