سعد راشد


يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية تركز هذه الفترة على الهجمات ضد ميليشيا الحوثي الإرهابية لما تسببه من أزمة في سلاسل التوريد ليس على المستوى الإقليمي بل على المستوى العالمي، حيث تضاعفت مبالغ الشحن والتأمين بصورة مبالغ فيها.

وتأتي الهجمات الأخيرة التي شنتها واشنطن بالشراكة مع بريطانيا وإسرائيل في ضرب أهداف حساسة للحوثي تتمثل في مصادر الطاقة ومركز القيادة ومواقع لتخزين الأسلحة والصواريخ البالستية أضف إلى استهداف للقيادات الحوثية.

غير أن هناك مخاطر تستوجب التنبيه لها في هذا السياق، ومن أهمها أن الجهود في كبح جماح الحوثي في زعزعة استقرار البحر الأحمر يتطلب إجماعاً دولياً على أهمية القضاء على هذه الميليشيا وليس على مستوى حلفاء أمريكا، وأن تكون قيادة العمليات ذات طبيعة أممية، لسبب واحد فقط بسيط وهو أن حماية الممرات البحرية هي مسؤولية دولية.

كما أن ميليشيا الحوثي كأي وكيل لإيران يستغل الأزمات لتعزيز نفوذه داخل اليمن، والذي تسعى الأطراف القريبة إلى إيجاد حل سياسي يؤمن للشعب اليمني حياة كريمة وتنمية اقتصادية، في حين أن الحوثي يستغل بعض الأزمات بالمنطقة ليكون جزءاً من المشهد ليحظى بتأييد شعبي داخلي مما يعقد الحل السياسي لليمن ويؤدي بدوره إلى خلق انقسامات أكبر مما عليها الآن.

كما تكمن الخطورة الأكبر في أن يقوم الحوثي بتهديد دول الجوار وبالتحديد للقواعد الأمريكية القريبة منه وذلك للانتقام من هذه الضربات، أضف إلى زيادة وتيرة التصعيد في البحر الأحمر مما يؤدي إلى غلق كامل للممر البحري.

خلاصة الموضوع، إن ميليشيا الحوثي قد تجاوزت الخطوط الحمراء في الأضرار بمصالح الشعوب وقد لامست جيوبهم، وأن الهجمات الأمريكية والبريطانية يجب أن تكون مبنية على أساس التهديد الذي تشكله هذه الميليشيا على العالم، وليس ما تروج له تل ابيب أن الهجمات هي انتقام ضد إسرائيل، فهذه الرواية يجب أن تستبدل بالواقع الذي تعيشه المنطقة، بأن ميليشيا الحوثي تمثل تهديداً لممر بحري دولي يعطل به سلاسل الإمداد وقد يصل إلى تعطيل شبكات الإنترنت.