تحتفل مملكة البحرين وماليزيا هذا العام بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين، وما تشهده من تقدمٍ ونماءٍ في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم، وجلالة السلطان إبراهيم ملك ماليزيا. وبهذه المناسبة، تعبر مملكة البحرين وماليزيا عن اعتزازهما بالعلاقات الودية التاريخية والشراكة الاستراتيجية الوطيدة بين قيادتي وشعبي البلدين، وتطورها على أسس من الثقة والاحترام المتبادل والقيم الإنسانية والمصالح المشتركة. وقد اكتسبت هذه العلاقات دفعة إيجابية بافتتاح السفارة الماليزية في المنامة بتاريخ 16 سبتمبر 2003، وإنشاء سفارة مملكة البحرين في كوالالمبور بتاريخ 15 نوفمبر 2017، وتدشين اللجنة العليا المشتركة للتعاون الثنائي في عام 2001، وتشكيلها رسميًا برئاسة وزيري خارجية البلدين في عام 2013. إن العلاقات بين مملكة البحرين وماليزيا اليوم أقوى من أي وقت مضى، حيث اتسمت بالتبادلات رفيعة المستوى للزيارات بين قادة البلدين، مما أدى إلى تعميق روابط الأخوة والصداقة الثنائية. وتجدد الزيارة الخاصة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى ماليزيا في 20 يوليو 2024 لحضور مراسم تنصيب جلالة السلطان إبراهيم إسكندر ملكًا لماليزيا السابع عشر، وغيرها من الزيارات الرسمية والبرلمانية والاقتصادية التي تجسد عمق روابط الأخوة والصداقة بين البلدين. ويسعى البلدان إلى تعزيز علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية من خلال تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، والفني، والثقافي والعلمي وتطلعهما لمزيد من الشراكة في قطاعات الطاقة والتمويل الإسلامي والتكنولوجيا المالية والتصنيع والنقل وصناعة المنتجات الحلال والأمن الغذائي والخدمات اللوجستية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والسياحة والثقافة والتعليم، والبيئة والطاقة المتجددة، وغيرها.
وتحرص البحرين وماليزيا على تعزيز التعاون الدولي متعدد الأطراف من خلال عضويتهما الفاعلة في منظمة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي. كما تم تعزيز العلاقات بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وماليزيا بشكل كبير، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال رابطة دول جنوب شرق آسيا(الآسيان).
ففي يونيو 2009، استضافت مملكة البحرين الاجتماع الوزاري الأول للحوار الاستراتيجي لدول مجلس التعاون مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، وفي يناير 2011 وقعت مملكة البحرين وماليزيا على الاتفاقية الإطارية للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والفني بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وحكومة ماليزيا.
وفي نوفمبر 2019، انضمت البحرين كأول دولة خليجية إلى معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا وبروتوكولاتها المعدلة. بالإضافة إلى دعم كلتا الدولتين لمخرجات قمة الرياض التاريخية لمجلس التعاون ورابطة الآسيان في 20 أكتوبر 2023م.
إن الاحتفاء بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية يمثل مناسبة تاريخية تجدد من خلالها مملكة البحرين وماليزيا الإعراب عن اعتزازهما بتطور علاقات التعاون والشراكة السياسية والاقتصادية الوثيقة، وعزمهما على الارتقاء بها إلى آفاق أرحب وأشمل بما يعود بالخير والازدهار على كلا البلدين والشعبين الشقيقين، ويعزز دورهما المحوري في ترسيخ الأمن والسلام والتنمية الشاملة والمستدامة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وفي المستقبل، تلتزم مملكة البحرين وماليزيا بتعميق تعاونهما الثنائي في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك. وسيواصل البلدان الاستفادة من المنصات القائمة، مثل اللجنة المشتركة العليا للتعاون الثنائي، لمناقشة وتعزيز تعاونهما، فضلاً عن استكشاف فرص جديدة، وتعزيز الابتكار، ومعالجة التحديات العالمية الناشئة.
وتهدف مملكة البحرين وماليزيا معًا إلى بناء مستقبل أكثر ازدهارًا ومرونة، والمساهمة في استقرار وتنمية بلديهما والمناطق الأوسع، وتتطلعان إلى سنوات عديدة أخرى من التعاون الوثيق والفعال.