زهراء حبيب


البحرين جميلة وفي شهر ديسمبر أجمل شهر الاحتفالات بالأعياد الوطنية والفعاليات الترفيهية والأنشطة السياحية الحافلة كل عام، ولكن هذا العام جاء مختلفاً وفاق التوقعات، بدأ من ليالي المحرق ليالي البراحة، والقرية التراثية، وغداً يبدأ موسم ريترو المنامة، فعاليات أظهرت جمال البحرين بعبق الماضي.

ومن أجمل الفعاليات «ليالي المحرق» في نسختها الثالثة التي أعادت الحياة إلى «زرانيق» الفرجان القديمة، وفتحت أبواب البيوت التراثية الواقعة في مسار اللؤلؤ، لتستقبل أبناءها من مختلف المحافظات، ولتعيد شريط ذكريات الزمن الجميل، التي نرويها لأطفالنا لكن الكلمات تحولت إلى واقع سيبقى في ذاكرة الأطفال، من خلال البرامج المصاحبة لهذه الفعالية،والتي جاءت لتنقل التاريخ بالصورة والصوت في كل زاوية من زوايا المدينة.

وأصداء «ليالي المحرق» الرائعة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، جذبت أشقاءنا من دول مجلس التعاون ليعيشوا هذه التجربة التراثية والتاريخية الفريدة من نوعها، ويسترجعوا معنا ذكريات المحرق القديمة من خلال الملابس والفنون الشعبية، والحرف القديمة، والأكلات الشعبية، وزيارة قلعة بوماهر بالطريقة التقليدية وهي الرحلات البحرية، والأكلات الشعبية، والبيوت الشعبية التي تحمل أسماء بيت ناصر، تاء الشباب، بيت سيادي، وبيت النواخذة، وسوق القيصرية، وغيرها من البيوت والأماكن التاريخية، فكل زاوية في المحرق تأخذه إلى مسار اللؤلؤ، وزيارة واحدة لن تروي اشتياقك للمحرق وسوف تعيدها أكثر من مرة.

ومن ليالي المحرق إلى سوق «البراحة» التي يحتضن الحلوى البحرينية التي تقدم بطريقة مبتكرة، والفرق الموسيقية التي تعزف مقطوعات وأغاني تراثية، والألعاب القديمة التي كنا نقضي فيها وقت الفراغ «كالسكينة» وغيرها.

ومن «البراحة» إلى «القرية التراثية» التي تجمع عبق التاريخ في مكان واحد، فعند بوابة القرية يستقبل الزوار شبابا بحرينيون بالملابس التقليدية الثوب والغترة، والفتيات «بالجلابية» و«ثوب النشل»، و«السقاي» يتجول بين البيوت القديمة لتوزيع المياه فهي الطريقة الوحيدة في السابق لتوفير مياه الشرب على سكان «الفريج»، ومشاركة الأسر المنتجة وأصحاب المشاريع الصغيرة كالمطاعم والمقاهي «الكوفي شوب»، والفنون الشعبية التقليدية حاضرة وبقوة في هذه الفعاليات، فهي فرصة الجميع لإظهار إبداعاته والترويج عن نفسه.

ومن القرية التراثية إلى ريترو المنامة لنعيد ذكريات جيل الثمانينات والتسعينات إلى الحياة مجدداً ليعيشها الجيل الجديد، ويعرف أبرز ملامحها كما نطلق عليها «زمن الطيبين» وتتلألأ ليالي المنامة من اليوم حتى 7 من يناير الجاري، ولنعيد الحياة إلى فرجانها ودواعيسها كما فعلنا في ليالي المحرق.

ومن أجمل المشاعر التي عاشها زوار ليالي المحرق والقرية التراثية هي عودة نبض الحياة إلى تلك الفرجان و«الزرانيق»، ولنروي قصة جميلة عاشها أجدادنا في تلك الأحياء لأطفالنا حتى تبقى راسخة في الذاكرة حتى الأجيال القادمة، فكما يقال «الي ماله أول ماله تالي»، والشكر موصول إلى هيئة البحرين للثقافة والآثار وهيئة البحرين للسياحة والمعارض، على تلك الجهود الوطنية، ونتمنى تمديد ليالي المحرق «ماشبعنا منها».