يرتدي واحد من كل خمسة أمريكيين تقريبًا ساعة ذكية أو جهاز تتبع للياقة البدنية ومراقبة صحتهم، وذلك وفقًا لمسح أجراه مركز بيو للأبحاث عام 2019، مما يشير إلى أن الساعات الذكية أصبحت جزءًا أساسيًا من حياة الكثيرين.
ووجدت إحدى الدراسات أن أولئك الذين يرتدون تلك الساعات يحتفظون بها لمدة 11 ساعة في المتوسط في اليوم، لكن بعض الأشخاص يرتدونها لمدة 24 ساعة تقريبًا في اليوم، ولا يخلعونها إلا لممارسة أنشطة مثل الاستحمام والسباحة.
ولكن هذه الدراسة الجديدة وجدت بعض المفارقة في سوق الساعات الذكية، مما يثبت أن الشركات قد تعرض في الواقع هؤلاء الأشخاص المهتمين بالصحة للمواد الكيميائية الضارة.
ما هو الخطأ في الساعات الذكية؟
أفادت دراسة حديثة من جامعة نوتردام بأن بعض الساعات الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية تحتوي على مستويات خطيرة من PFAS، وهي عبارة عن مجموعة من حوالي تسعة آلاف مادة عضوية اصطناعية.
ما هي مادة الـ PFAS؟
PFAS، هي مواد البيرفلوروالكيل والبولي فلورو ألكيل، وهي مواد كيميائية تقاوم الشحوم والزيوت والماء والحرارة، وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
ويمكن لهذه المواد الكيميائية أن تنتقل إلى الجلد وإلى الغبار والهواء، مما يسمح بالتعرض لها من خلال امتصاص الجلد، والاستنشاق، والابتلاع.
ويقول جراهام بيسلي، المؤلف المشارك للدراسة والأستاذ فخري في قسم الفيزياء وعلم الفلك بجامعة نوتردام: "مع تركيبها الكيميائي غير القابل للكسر تقريبًا، فإنها لا تتحلل، وتلوث التربة وأنظمة المياه الجوفية وتستمر في البيئة لعقود من الزمن - مما أكسبها اسم" المواد الكيميائية إلى الأبد ".
وترتبط مواد فوريفر الكيميائية بالعديد من الحالات الصحية الخطيرة، بما في ذلك تأخر النمو لدى الأطفال، وارتفاع ضغط الدم لدى النساء الحوامل، والخلل الهرموني، وتثبيط المناعة، وانخفاض الوزن عند الولادة، وتسارع البلوغ، وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان الكلى والخصية، حسبما ذكرت نوتردام نيوز.
ووفقا للدراسة تحتوى Fitbits وApple Watch الرياضية على PFAS بكميات عالية جدًا مما قد يشكل فرصة لانتقال كبير إلى الشخص الذي يرتديها وينطبق هذا بشكل خاص إذا كان الشخص يتمرن بها ويتعرق.
ووجدت دراسة أخري أجرتها جامعة نوتردام أنه كلما زادت تكلفة الساعة أو جهاز تتبع اللياقة البدنية، زادت نسبة PFAS. لقد اختبروا العلامات التجارية الكبرى، بما في ذلك Apple، وCASETiFY، وFitbit، وGoogle، وSamsung.
في عام 2022، نشرت شركة Apple التزامًا بالتخلص التدريجي من PFAS في منتجاتها، لكن الجدول الزمني الدقيق لاستكماله غير واضح.