فاطمــة خليــل النــــزرفي ثقافاتنا العربية، الدموع لها مكانة خاصة، ولكن ليست كل الدموع .. فدموع الرجل أمر مقدس يحمل الكثير من التقدير، ولكن حين تبكي المرأة، فإن دموعها لديهم هي من أمور الأنوثة في تركيبتها الجنسية ..وقد وجدت إحدى الدراسات الألمانية أن النساء يبكين بمعدل يزيد عشرة اضعاف عن معدل بكاء الرجال‏ . وأظهرت الدراسة أن المرأة تبكى فى المتوسط نحو 64 مرة فى العام مقابل 6 مرات فقط للرجل خلال نفس الفترة كما وان مدة بكائها تزيد عن فترة بكائة بمعدل خمسة اضعاف وبطريقة اكثر تراجيدية .إن الدراسات القليلة التي حاولت أن تفسر هذا الأمر ، ذكرت أن الدموع سواء أكانت من الرجل أو المرأة فهي تدل على حاجة داخلية للبحث عن التعاطف .‏فالمرأة تبادر على الفور بالبكاء لو شعرت أنها لم تكن على المستوى المطلوب فى مواجهة موقف ما أو عندما تجد نفسها فجأة فى نزاع يصعب حله أو عندما تتذكر قصة عاطفية فاشلة أو حتى ناجحة كانت خاضتها فى الماضى .أما الرجال فيكثر بكاؤهم على فقد أحد المقربين أو فشل علاقة عاطفية لا سيما لو كان الغرض من هذه العلاقة هو الارتباط .وأعتقد شخصياً أن المقولة الشائعة بأن دموع الرجل غالية، مقولة خالية من الإنصاف ذلك أن دموع المرأة تعني بحثها في كثير من الأحيان على عاطفة تتطلع لوجودها وفقدانها لحب يحتويها وآمال تتطلع لتحقيقها رغم القسوة المحيطة بها .ربما لهذا السبب لا تبكي المرأة حين يصادفها موقف صادم يغير حياتها، ربما نظرة التعاطف اللامبالية التي تصادفها تجعل دموعها تتحجر في عينيها ، ففي نظر هذه المرأة دموعها دليل ضعف ترفض أن تظهره ، لأنها تريد أن تثبت بأنها كالرجل دموعها غالية وأنها أكثر صلابة مما يعتقدون .ولكن ما نتيجة عدم بكائها ؟؟ أو السؤال ما نتيجة بكائها ودموعها ؟؟ فحين تبكي تفرغ كل الشحنات السالبة بها وتتجاوز هذه المواقف وهؤلاء الأشخاص ، وحين لا تبكي يبقى جرحها اكبر وتصل لمرحلة اللامبالاة .. لهذا فمن الواجب ان نعتبر دموعها غالية ، فجمال المرأة بدموعها وحنانها وعاطفتها ..ولكن حين تقدر هذه الدموع وتفهم بأنها جزء من عاطفتها وليست أمراً كمالياً تتفاخر به بأنوثتها ..لؤلؤة : احتاجها لشهوته واحتاجته لعاطفتها .. لم تدمع عيناهما وتحجرت دموعهما .. فافترقا ..