هكذا كان واثقاً مدرب منتخب البحرين الكرواتي دراجان تالاييتش من لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم.. وبابتسامة عريضة وبنظرة الواثق كانت هذه جملة رنانة قالها في مؤتمر صحفي أُقيم خلال انعقاد بطولة الخليج في دولة الكويت.
عبارة "نحن لا نرجف أبداً" تحمل معاني ودلالات قوية، خاصة عندما تُقال في مؤتمر صحفي أمام جمهور الخليج. إذ تعبّر عن ثقة عالية بالنفس، وتعزّز من الروح المعنوية للفريق والجمهور، فالمدرب كان يريد أن يوصل رسالة أن الفريق واثق من قدراته وجاهز لمواجهة أي تحدٍّ، وهذا ما تمّ بالأفعال لا بالأقوال، كما وتعكس القوة والصلابة، وتُظهر أن الفريق لن يستسلم بسهولة وسيظلّ متماسكاً في مواجهة الضغوط والصعاب من أجل تقديم الأفضل.
جهود التنظيم المتميزة التي بذلتها دولة الكويت الشقيقة في استضافة البطولة كانت محطّ إشادة، فهي الدولة المضيفة التي رفعت شعار "انتو أهل الدار واحنا الضيوف عندكم"، في تظاهرة خليجية عكست روح الأُسرة الواحدة. وما أجمل سوق المباركية المزدحم بالشباب والنابض بالهتاف، والملتهب بالحماس، فقد كانت فرحة المباركية تجسيداً للروح الوطنية والتآزر بين أبناء الكويت والخليج، وذكرى جميلة ستظل في قلوب الجميع.
لقد كان لقوة التشجيع دور حيوي في دعم الفريق وشحذ الهمم، وكم كان مقدّراً شكراً وامتناناً أمر جلالة الملك بتعطيل العمل لمؤازرة الفريق الوطني، حيث وجه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه لاعتبار يوم الأحد إجازة رسمية من أجل دعم المنتخب والذي تمّ على أثره توجه جموع الجماهير البحرينية الغفيرة إلى دولة الكويت، لنشهد جمال المدرج البحريني وقوة هتاف الأحمر فيه.
هنيئاً للبحرين فرحتها الغامرة وبنجاحها وتميّزها بقيادة جلالة الملك المعظم ووحدة شعبها، حيث امتزجت الشعارات الوطنية بالأعلام والأغاني، وتحولت الشوارع إلى ساحات احتفالية تملؤها مشاعر السعادة والفخر بالإنجازات الرياضية، فلم تكن تلك اللحظات مجرّد احتفال برياضيين متميزين، بل كانت تجسيداً لروح الأُلفة والوحدة بين أبناء البحرين.
وعوداً على بدء..
من الرياضة إلى جميع المجالات..
ومن أرض الملعب إلى العمل في كل موقع وفي كل تخصّص..
"نحن لا نرجف".