في إنجازٍ تاريخيّ يعكس التطوّر الملحوظ لكرة القدم البحرينيّة؛ تُوّج منتخب مملكة البحرين الوطنيّ لكرة القدم بلقب بطولة كأس الخليج العربيّ السادسة والعشرين «خليجي 26» للمرّة الثانية في تاريخه، ويأتي هذا النجاح في ضوء الدعم الكبير الّذي يحظى به القطاع الرياضيّ من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه اللّه ورعاه، والاهتمام والمتابعة المستمرّة من قِبل صاحب السموّ الملكيّ الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه اللّه، والجهود الكبيرة الّتي يبذلها سموّ الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثّل جلالة الملك للأعمال الإنسانيّة وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وسموّ الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، النائب الأوّل لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامّة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبيّة البحرينيّة، لمواصلة تطوير الرياضة البحرينيّة وتحقيق الإنجازات المتتابعة في مختلف المسابقات والألعاب.

لم يقتصر الإنجاز على تتويج المنتخب بكأس «خليجيّ 26»؛ بل حصد عدد من لاعبي المنتخب الوطنيّ جوائز فرديّة، إذ فاز الحارس إبراهيم لطّف اللّه بجائزة أفضل حارس مرمى في البطولة، فيما توّج اللاعب محمّد مرهون بجائزة أفضل لاعب في المباراة النهائيّة وجائزة هدّاف البطولة بعد تسجيله ثلاثة أهداف مميّزة. وقد أشاد العديد من المحلّلين الرياضيّين والمراقبين بالمستوى الفنّيّ العالي الّذي قدّمه «الأحمر» خلال البطولة، واستحقاقه رفع الكأس للمرّة الثانية في تاريخه بعد منافسة قويّة مع منتخبات خليجيّة ذات خبرة، وباع طويل في كرة القدم.

ولابدّ لنا من الإشارة إلى النجاح الكبير لدولة الكويت الشقيقة في التنظيم، وحسن الاستقبال وكرم الضيافة الّذي حظيت به الوفود الرسميّة والجماهير الرياضيّة، الأمر الّذي انعكس إيجابياً على منافسات خليجي 26، وساهم في بثّ أجواء ودّيّة وعلاقات أخويّة بين الأشقّاء الخليجيّين. وقد برز هذا واضحاً في اللقاءات الجانبيّة والمراكز الإعلاميّة، حيث تبادل الإعلاميّون من مختلف دول الخليج التهاني والتحليلات في جوّ من الألفة والترابط.

كما ظهرت اللحمة الخليجيّة في أبهى صورها؛ إذ التفّت الجماهير حول فرقها، وظهرت أسمى قيم الأخوّة والانتماء الواحد، فلم يحبط الخاسر بفقدان اللقب، ولم يبال الفائز باللقب عن تقاسم فرحته مع أشقّائه في الدول الأخرى. وقد تجلّت هذه الصورة الأخويّة في ردود الفعل الجماهيريّة على أرض الملعب، وفي ساحات التواصل الاجتماعيّ على حدّ سواء؛ ما يؤكّد أنّ الرياضة تحوّلت إلى وسيلة ترابط وتماسك بين شعوب دول الخليج العربيّ.

إنّ التفوّق الرياضيّ لمنتخبنا الوطنيّ في هذه البطولة، وما صاحبه من مشاعر الاعتزاز بجهود طواقمه الإداريّة والفنّيّة، إضافةً إلى الدور الكبير الذي لعبه الجمهور البحرينيّ في مساندة فريقه في الكويت؛ إذ أشاد الكثيرون بالوعي الرياضيّ والروح الوطنية للجمهور البحرينيّ وقدرته على إبراز صورة حضاريّة مشرّفة من خلال دعمه ومؤازرته للمنتخب طوال مشواره. حيث مثل هذا التلاحم نقطة قوّة إضافيّة للمنتخب حتّى اللحظات الأخيرة من البطولة، ورسالة واضحة بأنّ الفرحة تعمّ الجميع حين يرتفع اسم البحرين عاليًا.

إنّ الحصاد الخليجيّ الأخير يشكّل دفعة مهمّة للمسيرة الرياضيّة البحرينيّة، ويفتح آفاقاً جديدة لمرحلة أكثر إشراقًا. ومع اقتراب استحقاقات دوليّة مقبلة؛ يعزّز هذا الإنجاز ثقة الجماهير والقيادة في قدرة الرياضيّين البحرينيّين على كتابة تاريخ حافل بالعطاء والإنجازات، تماماً كما أكّد صاحب السموّ الملكيّ وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه اللّه، في لقائه الأخير مع اللاعبين، حين وصف هذه البطولة بأنّها محطّة انطلاق جديدة نحو مستقبل أكثر تألّقاً للكرة البحرينيّة.

وستظلّ اللحظات المشرقة الّتي سطّرتها هذه النسخة شاهدة على قيمة التآخي الخليجيّ، وكرم الضيافة الكويتيّ، ووحدة المشاعر الّتي تزدهر كلّما التقت منتخباتنا الخليجية على المستطيل الأخضر تحت شعار «خليجنا واحد».