أمل محمد أمين
في الحياة نقابل أشخاصاً في غاية الانضباط والالتزام سواء في مواعيدهم أو أداء واجباتهم، وهناك آخرون يتأخرون في كل شيء ويصعب الاعتماد عليهم، ويعود السبب إلى البيئة التي يعيش فيها الطفل، فالأبناء مرآة للوالدين وأول طريقة لتعليم الطفل الالتزام أن يرى أبويه ملتزمين بالصلاة وصادقين في وعودهما وتحمّل المسؤولية.
وبحسب موقع دروب المتخصص في تربية الأطفال يُمكن تعويد الطفل على معاني الالتزام من خلال عشر خطوات، أولها وضع روتين يومي ثابت فالروتين اليومي يساهم في بناء الانضباط من خلال خلق جدول منظم للطفل.
يساعد الروتين في تحديد أوقات ثابتة للنوم، والاستيقاظ، والوجبات، والدراسة، واللعب. عندما يعتاد الطفل على الروتين، يصبح أكثر استعداداً للالتزام بالأنشطة المختلفة دون تذمر أو مقاومة.
ثانياً تحديد قواعد واضحة: يحتاج الأطفال إلى معرفة الحدود والقواعد التي يجب عليهم اتباعها. تحديد القواعد المنزلية بوضوح يساعد الطفل على فهم ما هو مقبول وما هو غير مقبول. بالإضافة إلى ذلك، يساعد في بناء شعور بالمسؤولية والانضباط.
ثالثاً: تشجيع الطفل على تحمّل المسؤولية: من المهم أن يشعر الطفل بأنه مسؤول عن بعض المهام، سواء أكانت صغيرة مثل ترتيب ألعابه أو أكبر مثل إنهاء واجباته المدرسية. فتحمّل المسؤولية يعزّز من شعور الطفل بالاعتماد على الذات ويعلمه الانضباط في أداء مهامه.
رابعاً: تعزيز مهارة إدارة الوقت وهي مهارة حيوية للانضباط. تعليم الطفل كيفية تقسيم وقته بين الأنشطة المختلفة مثل الدراسة، اللعب، والراحة يساعده على تحقيق التوازن والتزام الانضباط في إنجاز مهامه. ويُمكن أن تستخدم موقتاً أو جدولاً زمنياً يساعد طفلك على إدارة وقته بفعالية.
خامساً: التحفيز من خلال المكافآت التي تعزّز السلوك الإيجابي وتشجع الأطفال على الالتزام بالانضباط. يمكن أن تكون المكافآت مادية مثل لعبة جديدة أو معنوية مثل نزهة عائلية والهدف هو أن يفهم الطفل أن الانضباط يؤدي إلى نتائج إيجابية.
سادساً: بناء عادة القراءة وهي نشاط يساعد على تنمية الانضباط العقلي. عندما يتعلّم الطفل القراءة بانتظام، يطور قدرة على التركيز والانضباط في متابعة قصص أو مواضيع تهمه. يمكن أن تكون القراءة وسيلة لتعليم الطفل الانضباط بشكل غير مباشر، ومن الضروري أن تخصّص وقتاً يومياً للقراءة مع طفلك، وامنحه حرية اختيار الكتب التي يرغب في قراءتها.
سابعاً تشجيع الطفل على الرياضة التي تُعلّم الأطفال الالتزام، والتحمّل، والعمل ضمن فريق. الانخراط في الأنشطة الرياضية يساعد الطفل على تعلم الانضباط من خلال التمارين المنتظمة واحترام القواعد الرياضية، وهذا يعني أن تشارك طفلك في رياضة جماعية مثل كرة القدم أو السباحة، وشجعه على الالتزام بالتدريبات،
ثامناً: تطوير عادات صحية للنوم النوم الجيد هو جزء أساسي من انضباط الطفل. عندما يكون لدى الطفل نمط نوم صحي، يكون أكثر قدرة على التركيز والتحكم في سلوكه. يساهم النوم الجيد في تنظيم اليوم بشكل أفضل، مما يعزّز من قدرة الطفل على الانضباط، وتأكد من أن طفلك يحصل على عدد ساعات كافية من النوم في بيئة مريحة وهادئة.
تاسعاً: تقديم القدوة الحسنة.. تذكر أن الأطفال يتعلمون من خلال ملاحظة تصرفات الوالدين. عندما يرى الطفل أن والديه ملتزمان بالانضباط في حياتهم اليومية، يميل إلى تقليدهم. يكون تأثير القدوة الحسنة أقوى من أي تعليمات أو نصائح يمكن أن تقدمها للطفل، حاول أن تكون قدوة إيجابية لطفلك من خلال الالتزام بالانضباط في عملك، وتنظيم وقتك، واحترام القواعد.
عاشراً: الاستمرار في تقديم التوجيه الإيجابي وهذا يعزّز من السلوك الجيد ويشجع الطفل على تحسين أدائه. بدلاً من التركيز على أخطاء الطفل، يمكن توجيه الانتباه إلى النجاحات والإنجازات الصغيرة التي يحققها، مما يعزّز من انضباطه ويشجعه على الاستمرار.
إن الانضباط ليس مجرّد اتباع قواعد، بل هو مهارة حياتية تساعد الأطفال على تحقيق النجاح والتوازن في حياتهم وحياة الآخرين والمساهمة في بناء المجتمع.