ولاء الجمعان


المسقطي: تزداد قيمتها بمرور الزمن إذا كانت نادرة ومطلوبة


أكبر: السيارات الأثرية تستقطب العديد من الهواة والمحبين كل عام


محمد: التحدي الأكبر يكمن في إيجاد قطع الغيار المناسبة للسيارة


هواة: نستخدمها في الشتاء نظراً لعدم احتوائها على مكيفات


تمتلك السيارات الكلاسيكية، ذكريات توطّدت بتاريخ عريق، جمعت بين أصالة الماضي ورونق الحاضر، حيث تُقتنى هذه السيارات منذ زمن الأجداد، وتحظى بحضورها في السوق البحريني، لتتنوع تصاميمها وتختلف أشكالها، وتتراوح أسعارها بين 2500 إلى 80 ألف دينار، حسب ماصرّح به أحد تجار السيارات الكلاسيكية العتيقة.

وأكد صاحب حساب «carsbh1» صادق ضيف، أن السيارات الكلاسيكية استمدت تميز حضورها لاعتبارها سيارات نادرة، وتعد كالقطع الأثرية التي يصعب وجودها، مما يعد سبباً في ارتفاع أسعارها لتصل إلى 80 ألف دينار حسب نوعها وفئتها، مشيراً إلى أن بينها وبين السيارات الجديدة تنافساً قوياً وواضحاً، إذ تنتشر في المملكة مؤخراً ظاهرة اقتناء سيارة نيسان «جيتي ار» من موديل 1977 إلى 2002.

وقال ضيف إن الإدارة العامة للمرور تقوم بفحص هذه السيارات فحصاً دقيقاً للتحقق من سلامتها، ويتم إصدار لوحات هذه السيارات بالأرقام العربية، ويتم تقسيمها إلى فئتين، الفئة (أ) لسنة الصنع 1970 وما قبلها، و(ب) لسنة الصنع 1971 إلى 1990.

وأوضح صاحب حساب «classic_cars.bh» عبدالعزيز بوعلاي أن للسيارات الأثرية دوراً هاماً في البحرين؛ إذ يوجد بها أقدم نادي للسيارات الأثرية في الخليج العربي، ولذلك تهتم المملكة باستيراد السيارات الكلاسيكية من كافة أنحاء العالم.

وفي هذا الإطار صرّح رئيس فريق «البحرين كلاسيك كارز» أحمد أكبر أن السيارات الأثرية تستقطب العديد من الهواة والمحبين كل عام، حيث يوجد طلب على اقتناء هذه السيارات، وبالأخص لأن أسعارها لا تشكل عائقاً في طريق من يحب شراءها، حيث أعتبرها جانباً يجب الاعتزاز به لما تحمله هذه السيارات من ذكريات محلية وعالمية تعبر عن فخامة الماضي وميزات أثرية غير موجودة بالسيارات الحديثة.

ومن جانبه، قال صاحب ورشة تصليح «بلاك كوبرا» عبدالله محمد أن البحرين تتميز باهتمامها بالسيارات الأثرية، حيث يوجد بها سيارات نادرة على مستوى العالم، حيث أن مالك السيارة الكلاسيكية ينفق ما بين 5 آلاف إلى 50 ألف دينار لتصليحها، إضافة إلى الوقت الذي يتم استغراقه في تصليحها، والذي يصل إلى 6 سنوات متتالية، ويتم احتساب وقوف السيارة بالورشة باليوم، الأمر الذي يدفع الكثير من الشباب إلى تصليح سياراتهم الأثرية في مرآب المنزل.

وأكدّ محمد أن العائق والتحدي الكبير يكمن في إيجاد قطع الغيار المناسبة للسيارة، نظراً لصعوبة توفرّها في الأسواق بشكل عام وتصنيعها بشكل خاص، وأضاف أن سعر قطع الغيار الذي يبلغ 30 ديناراً سيصل إلى 400 دينار مع احتساب الشحن بين الدول، ويعتمد على ندرة القطعة وتوفرها بالسوق، وأن أكثر البلدان التي يتم استيراد القطع منها للسيارات اليابانية هي اليابان ودول الخليج، وللسيارات الألمانية هي لبنان وسوريا وأوروبا، وللسيارات الأمريكية فهناك العديد من الشركات التي يتم الاستيراد منها.

وأوضح صاحب ورشة التصليح أن أكثر ما يتم طلبه لتصليح هذه السيارات هي الإطارات و»البريك» والمكينة والمكيف. وأضاف أن السيارات الكلاسيكية تحتاج إلى عناية أكثر مقارنة بالسيارات الجديدة، فتحتاج السيارات لتصليحات بشكل دوري، وأنه من الصعب تحديد المشاكل للسيارات الكلاسيكية، لذلك يتطلب أن يكون المُصلّح شخصاً ذا خبرة لمعرفة الخلل الموجود في السيارة، مقارنة بالسيارات الجديدة التي يستطيع المُصلّح أن يعرف الخلل الذي بها بمجرد فحص بسيط على جهاز الحاسب الآلي.

وقال هواة السيارات الكلاسيكية إنهم يستعملون هذه السيارات في فصل الشتاء نظراً لعدم وجود مكيفات في بعضها، ولكنهم واقعون بحب سياراتهم لشكلها وتصميمها الفريد، الذي لا يتكرر في الشوارع، مما يجعلها قطع نادرة وتحف هاربة من المتاحف، لذلك فإن الاحتفاظ بها يشكّل «نوستالجيا» استوطنت عقول محبيها.

وأشار المنسق العام لفريق البحرين للسيارات القديمة محمد صالح إلى أن السيارات الأثرية ليست مجرد مركبات، بل هي قطع من التاريخ تمثل حقبًا زمنية وتروي قصصًا عبر الزمن، مما يجعلها أكثر من مجرد وسيلة نقل، بل تجربة فريدة، فاعتبر أن هاوي هذه السيارات هو الذي يبحث عن هوية وشغف خاص يتجه للأثرية وحب التاريخ.

ورأى المتحدث الرسمي عن فريق البحرين للسيارات القديمة حامد المسقطي أن امتلاك تلك السيارات تعتبر رغبة في التميز، والشغف بالتراث، والاستثمار، فقد ينظر البعض للسيارات الكلاسيكية كفرصة استثمارية ممتازة، حيث تزداد قيمتها بمرور الزمن، خاصة إذا كانت نادرة ومطلوبة.

وتحرص الإدارة العامة للمرور على السيارات الأثرية، لذلك أضافت قراراً في المادة الثانية منه بند جديد برقم 13 إلى المادة 96، وفقرة ثانية إلى المادة 135، وبند جديد برقم 3 إلى المادة 189 إلى اللائحة التنفيذية لقانون المرور، بوصف المركبات الأثرية (الكلاسيك) بأنها المركبات ذات الطابع الأثري أو التاريخي أو النادر، والتي تكون مستوفية لشروط الأمن والمتانة وسلامة البيئة المنصوص عليها في اللائحة، والتي تكون صالحة للسير في الطريق العام، ويجوز الاستثناء من هذا الشرط للمركبات المستوردة المستعملة من الخارج، التي يكون جهاز القيادة الخاص بها جهة اليمين.

وبحسب قرارات المرور، يكون تسجيل المركبات الأثرية المُستوردة من خارج مملكة البحرين بعد سداد الرسم المقرر لفتح الملف بقيمة 500 دينار بدلاً من ألف دينار بالنسبة للمركبات التي يزيد عمرها على خمس سنوات، ويجوز بناءً على طلب المالك إصدار شهادة ملكية ولوحة رقم تسجيل للمركبة الأثرية دون تسجيلها متى كانت لا تُستخدم ولا يتم تسييرها على الطريق العام، أو غير صالحة لتسييرها عليه، وبعد سداد الرسم المقرر لذلك.

أما القرار الوزاري الثاني، والمتعلق بتحديد الرسم الخاص بتسجيل المركبة الأثرية، فقد حدد في مادته الأولى رسماً بقيمة 100 دينار لتسجيل المركبة الأثرية (الكلاسيك) أول مرة، ويكون الرسم السنوي لتسجيلها هو ذات الرسم السنوي المقرر لتسجيل المركبات بحسب وزنها.

ويعتبر نادي البحرين للسيارات من أوائل أندية السيارات في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، والذي يقوم بعرض السيارات الأثرية، حيث تم تأسيسه على يد الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة في 23 نوفمبر 1952، وله العديد من المشاركات الحافلة على مستوى المنطقة.

وتهتم مملكة البحرين في إظهار السيارات الأثرية كهوية تراثية أصيلة تعتز بها، وقامت بمعارض وفعاليات كان أبرزها «ريترو المنامة»، حيث شارك العديد من محبي السيارات، وشاركوا شغفهم وقصصهم التي لا تُنسى في الاحتفاظ بسيارات تأخذنا برحلات عبر الماضي الجميل.

الجدير بالذكر أن متحف البحرين الوطني يحتفظ بسيارة "بيوك”، وتعود حكاية السيارة إلى العام 1932، إذ قدمت هدية لصاحب السمو المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير دولة البحرين، بمناسبة مرور 60 عاماً على اكتشاف النفط في المملكة.

وتعتبر سيارة "بيوك” مشابهة للسيارة التي استقلها المغفور الله بإذن الله تعالى الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين آنذاك لزيارة موقع حفر أول بئر للنفط. وأهدى الأمير الراحل هذه السيارة إلى متحف البحرين الوطني بتاريخ 2 يونيو العام 1992.

ومازالت السيارة تحافظ على شكلها الكلاسيكي الأنيق، حيث تقوم هيئة البحرين للثقافة والآثار بالكشف الدوري على صيانتها وحمايتها ضد أي صدأ أو تأثيرات خارجية عليها.