انزعاج البعض من أصوات الأكل مثل مضغ الطعام أو شفط المشروبات، هو ظاهرة شائعة قد تثير الإحراج أو التوتر في الحياة اليومية، وبينما قد يكون البعض غير مكترث تمامًا لهذه الأصوات يشعر آخرون بانزعاج شديد، وقد تصل الحالة إلى اضطراب يؤثر على حياتهم الاجتماعية، فما السبب وراء هذا الانزعاج؟ وهل يمكن تفسير ذلك بشكل علمي؟
ظاهرة "المايسوفونيا"
أحد الأسباب الرئيسية وراء انزعاج البعض من أصوات الأكل هو حالة نفسية تعرف باسم "المايسوفونيا" (Misophonia)، وهي حالة تتمثل في رد فعل شديد تجاه أصوات معينة، مثل مضغ الطعام أو تنفس الأشخاص أثناء تناولهم الطعام، وقد يتسبب الاستماع إلى هذه الأصوات في شعور بالغضب، التوتر، أو حتى القلق. المايسوفونيا ليست مجرد حساسية بسيطة تجاه الأصوات المزعجة، بل هي اضطراب يؤثر على قدرة الشخص على تحمل الأصوات التي قد تكون طبيعية بالنسبة لمعظم الأشخاص.
كيفية تطور ظاهرة المايشوفونيا
على الرغم من أن السبب الدقيق وراء المايشوفونيا غير مفهومي تمامًا، فإن بعض الأبحاث تشير إلى أن هذا الاضطراب قد يكون مرتبطًا بطريقة معالجة الدماغ للأصوات المزعجة، والأفراد الذين يعانون من المايشوفونيا يمكن أن يكون لديهم استجابة مفرطة للأصوات التي يتجاهلها الآخرون مما يؤدي إلى تفاعل عصبي غير مريح. قد تتفاقم هذه الحالة في بيئات معينة مثل الوجبات الجماعية أو الأماكن العامة مما يزيد من احتمالية حدوث توتر أو مشاعر سلبية.
العوامل النفسية والبيئية
• التجارب السابقة: قد يعاني البعض من ارتباطات نفسية سلبية مع أصوات معينة نتيجة لتجارب سابقة، مثل تجارب مزعجة أو محبطة مرتبطة بتناول الطعام.
• الشعور بعدم الراحة الاجتماعي: بالنسبة للبعض قد تؤدي الأصوات العالية والمزعجة إلى شعور بعدم الراحة الاجتماعي، حيث يعتقدون أنهم يزعجون الآخرين أو يُنظر إليهم بشكل سلبي.
• التوتر والقلق: يمكن أن يزيد التوتر والقلق العام من الحساسية تجاه أصوات الأكل، والأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من القلق قد يشعرون بتأثير أكبر تجاه هذه الأصوات.
تأثير الأصوات على الدماغ
عندما يسمع الأشخاص أصواتًا معينة مثل مضغ الطعام أو تنفس الشخص أثناء الأكل، فإن الدماغ يتفاعل مع هذه الأصوات بشكل مختلف عن الأصوات الأخرى، وفي حالات معينة يمكن أن يتسبب ذلك في تنشيط مراكز العصبية التي تتحكم في الشعور بالتوتر أو الانزعاج، وقد يواجه الأفراد الذين يعانون من هذه الحساسية فرطًا في الاستجابة لهذه الأصوات، مما يؤدي إلى مشاعر سلبية.
الحلول الممكنة للتغلب على الظاهرة
رغم أن مشكلة انزعاج البعض من أصوات الأكل قد تكون مزعجة، إلا أن هناك عدة حلول يمكن أن تساعد في تقليل تأثيرها:
• تعليم الذات تقنيات الاسترخاء: مثل التنفس العميق أو التأمل مما يساعد على تقليل التوتر الناتج عن سماع هذه الأصوات.
• التدريب الصوتي: يمكن للأشخاص الذين يعانون من المايشوفونيا اللجوء إلى تقنيات تدريجية لتدريب أنفسهم على تحمل الأصوات المزعجة بمرور الوقت.
• استخدام سماعات الأذن: يمكن أن يساعد ارتداء سماعات الأذن في الأماكن التي يتواجد فيها أشخاص يأكلون بشكل مزعج في تقليل تأثير الأصوات المزعجة.
• طلب الدعم النفسي: في الحالات الأكثر تطورًا قد يحتاج الأفراد إلى الدعم النفسي من خلال العلاج السلوكي أو الاستشارات النفسية.