عواصم - (وكالات): أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أنه ليس متمسكاً بمنصب رئاسة الحكومة، لكنه علق أي قرار حول هذه المسألة في انتظار مشاورات وطنية يجريها رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعد اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن، فيما تشهد البلاد حداداً وطنياً. وقال ميقاتي للصحافيين إثر جلسة طارئة لمجلس الوزراء "أكدت للرئيس عدم تمسكي بمنصب رئاسة الوزراء وضرورة النظر في تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة”. وأضاف "أعرف أن طائفتي السنية تشعر بأنها مستهدفة، لذلك أقول لها إنني أستغني عن هذا المنصب أو غيره، وقد تحدثت لرئيس الجمهورية عن كل الهواجس التي أمر بها”. وتابع أن سليمان طلب منه التروي "وقال يجب أن ننظر إلى المواضيع الوطنية ولا يجب أن ندخل لبنان في فراغ”. وقال ميقاتي إن رئيس الجمهورية "طلب فترة زمنية معينة لكي يتشاور مع أركان هيئة الحوار الوطني. لذلك علقت أي قرار إلى حين يأتيني رد فخامة الرئيس على تصور معين”.وأضاف "لن أداوم في السراي الحكومي، وألغيت جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة غداً”، مشيراً في المقابل إلى أنه سيحضر "أي جلسة استثنائية لمجلس الوزراء”. وكانت قوى 14 آذار المعارضة دعت ميقاتي إلى الاستقالة، محملة إياه مسؤولية اغتيال الحسن في تفجير سيارة مفخخة أودت أيضاً بحياة شخصين آخرين وأوقعت أكثر من 100 جريح. وعبر ميقاتي عن أسفه لهذا الاتهام، مشيراً إلى علاقته بالحسن كانت طيبة، وقال "لم أشعر في أي يوم أنه تابع لفريق سياسي بل كان يتعامل بمهنية صافية”. وأضاف "ليس الموضوع حكومياً، بل هو موضوع وطن ونحن حريصون على وحدة الوطن وحريصون على كل ما يؤدي إلى استقراره وأمنه”. ويرأس ميقاتي حكومة مؤلفة من أكثرية تضم حزب الله المدعوم من دمشق وحلفائه، إلى جانب وسطيين ممثلين بفريق ميقاتي ورئيس الجمهورية والزعيم الدرزي وليد جنبلاط. وكان سليمان قد حدد الشهر الماضي تاريخ 12 نوفمبر لعقد جلسة حوار وطني. وذكر ميقاتي أن البلد "يمر في لحظات صعبة”. من جهة ثانية، ربط ميقاتي بين مقتل الحسن وكشف مخطط تفجيرات في لبنان الشهر الماضي، يعزى الفضل في اكتشافه إلى رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن العميد الحسن. وقد وجه القضاء اللبناني التهمة في إعداد هذا المخطط إلى النظام السوري، وأوقف في القضية الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة. وقال ميقاتي "بعد ما حصل من اكتشاف المتفجرات، لا بد لأي تسلسل منطقي إلا أن يربط بين الأمرين”. وأضاف "لا يمكن لمجلس الوزراء أن يستبق التحقيق، لكن لا يمكنني أن أفصل بين اكتشاف المؤامرة على لبنان الشهر الماضي وما حصل أمس”.من ناحية أخرى، من المقرر أن يشيع جثمان الحسن اليوم ويدفن إلى جانب ضريح رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وسط بيروت. وتسبق الجنازة "مراسم تكريم وتأبين عسكرية في المديرية العامة لقوى الأمن”، ثم "يصل الجثمان مع مواكبة مهيبة إلى ساحة الشهداء” حيث جامع محمد الأمين. وكان مسؤولون أمنيون وقادة سياسيون معارضون قد أشاروا إلى أن الحسن هرب عائلته إلى باريس لأنه "كان يعرف أنه مستهدف”.ووجه سعد الحريري كلمة إلى اللبنانيين عبر تلفزيون "المستقبل” الذي تملكه عائلته دعاهم فيها إلى "المشاركة بكثافة يوم غد في تشييع جثمان اللواء الشهيد وسام الحسن وسط بيروت”. وقال الحريري "كل واحد منكم مدعو شخصياً ليشارك في ساحة الشهداء بالصلاة على وسام الحسن، لأنه بوجودكم تقولون إن وسام الحسن هو وسام على صدر كل لبنان، كل لبنان الذي حماه وسام الحسن من مخطط بشار الأسد وعلي مملوك لتفجيره، وعرض نفسه للتفجير شخصياً حتى لا تنفجروا أنتم، ولا يتفجر لبنان”. واتهم سعد الحريري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط ومعارضون نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعملية الاغتيال. ودعا الحريري إلى "عدم اللجوء إلى قطع الطرق بل إلى فتحها لكي يتمكن الجميع من الوصول” إلى مكان التشييع. ودعت قيادات عدة في قوى 14 آذار المعارضة إلى مشاركة شعبية كثيفة في التشييع.وقد أجمعت دول العالم بما فيها سوريا على إدانة الاعتداء الذي أودى بحياة وسام الحسن.كما عبر مجلس الأمن الدولي عن إدانته "الاعتداء الإرهابي” وحض اللبنانيين على "المحافظة على الوحدة الوطنية”.من جهته، قال مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي لصحيفة "السفير” اللبنانية أن زنة العبوة الموضوعة في السيارة المفخخة تقدر بـ "60 إلى 70 كيلوغراماً من مادة تي ان تي”.وأشارت تقارير إلى أن قوة التفجير أدت إلى تمزق جثة الحسن وتحولها إلى أشلاء كما تفكك مسدسه وتطاير ليستقر على سطح بناية مجاورة.وأعلن الصليب الأحمر في بيان أن الانفجار أوقع "3 قتلى و110 جرحى”، مشيراً إلى أن العدد يمكن أن يرتفع بسبب وجود إصابات خطيرة.وعكست الصحف الحزن والخوف الذي أصاب اللبنانيين والأسئلة الكثيرة التي يطرحها اغتيال الحسن على مستقبل البلد ذي التركيبة السياسية الهشة. وقد احتلت الجريمة عناوينها الرئيسة.
ميقاتــي يعلــق بقــاء حكومتــه على مشـــاورات الرئــيس اللبنانـــي
21 أكتوبر 2012