كتبت نورة عثمان:"على سقف الحارة".. من فوق أحد السطوح تطل، ترى كل الحارة، بما فيها من مشاكل، مواقف، وقضايا.. وتدوّن.سعاد الفهد، فتاة بحرينية بعمر الجامعة، كانت بحسب تعبيرها، الشخصية التي أطلت من فوق السطوح، وراقبت مجتمعها وما يدور حولها، لتدون مراقبتها في 24 قصة بين دفتي المجموعة القصصية "على سقف الحارة"، لا تحمل أياً منها هذا العنوان.فالعناوين تتنوع بتنوع القصص التي ترصد قضايا المخدرات والقضايا التربوية وقضايا الفتيات وغيرها، فكانت مجموعتها محتوية لـ"غزالة تائهة"، وباكية من "غصات قلبي"، وحاكية "حكاية الصداقة"، وموجهة اتهاماً لصبي قائلاً له: "صايع أنت!"، ومتألمة مع "وخز الإبرة"، ومنبرية خجلاً من "لذة العار"، وكانت كـ"مختال ينتظر موته"، ومع ذلك كله كانت "كلي أمل".قصص بدأت الفهد كتابتها قبل ثلاث سنوات بشكل مقالات متفرقة في الصحف الخليجية، وأخرى كتبتها مؤخراً في في أوقات فراغها بالجامعة، لكنها أحبت تحويل قصاصات القصص لكتاب، لأن ذلك "يحفظ حقوقي الفكرية، كما أنه يعطي قيمة للإنجاز، فكون المرء مؤلفاً لكتاب أحسن من كونه كاتب مقالات".وتقول عن القصص: "بعضها مشاهدات وأخرى عشتها حقيقة مثل قصة (على ظهر الجمل) التي تعكس مواقف حقيقية عشتها وتعيشها الفتيات في أروقة المدرسة الثانوية"، لذلك فهي القصة الأطول بين المجموعة.وتضيف: "أكثر القصص التي أحبها هي لذة العار، والتي تدور حول مشكلة الفتيات المستمرة مع الذئاب البشرية، وأحبها لأني كنت المنقذة التي تتحدث عنها القصة، وعشت أدق تفاصيل المشكلة التي عانت منها الفتاة".ولأن غالب من يؤلف تكون بدايته مع القراءة، نستغرب حينما تقول سعاد الفهد عن نفسها: "ما دفعني للكتابة هو الرغبة في تشجيع نفسي على القراءة، فأنا لا أقرأ كثيراً، كنت أقرأ قصص الأطفال سابقاً وهذا ما دفعني لكتابة القصص، وأفكر مستقبلاً في إنجاز مجموعة قصصية للأطفال، رغم أنني أميل للقص المستمدة أحداثها من الواقع المحيط بي"، فهي "تأملات في دنيا المتغيرات"."تأملات في دنيا المتغيرات"، هذا ما عنونت به سعاد الغلاف الخلفي للمجموعة وتحدثت فيه منتقدة أسلوب الأهل في التربية التي تعتمد على كثير من الخوف في الصغر والإهمال في الكبر، وحول سر اختيارها هذا الموضوع بالذات لخلفية المجموعة، إن كان محاولة للفت النظر للقضايا التربوية في القصص، قالت: "القضايا التربوية مهمة، لكني اخترت التأملات لأنها كانت جزءاً من أول مقال كتبته في الصحف الخليجية، بعد عدة محاولات، كما أن المقال جذب الكثير من التعليقات عندما نشر، وبذلك عرفت ما يحب الناس قراءته، لذلك جعلته في خلفية الكتاب، لأجذب الناس له".الكتاب ذو القطع الصغير، نشرته دار "نوفا بلس للنشر والتوزيع" الكويتية، وذلك لأن دور النشر المحلية "لا تدعم الشباب في بداية مشوارهم الأدبي" كما تقول سعاد التي تضيف: " الدور في البحرين إما تنشر لأسماء مشهورة، أو أنها تطلب مبالغ ضخمة مقابل النشر للكاتب المبتدئ كتأمين في حال عدم انتشار الكتاب بالشكل المؤمل"، وتتساءل:" أنّا لنا أن نبدع وينتشر عملنا إن لم نجد الدعم؟"، مستدركة: "لكن عدم وجود الدعم لا يعني أن نتوقف، بل الهدف والطموح هو سبيل الإنجاز".
Bahrain
سعاد الفهد: قصصي حصيلة مراقبة مجتمعي من على سقف الحارة
11 فبراير 2013