لا تؤثر ساعات العمل الطويلة على الصحة العقلية فحسب، بل تؤدي أيضًا إلى العديد من المشكلات الصحية، من ارتفاع الضغط إلى زيادة معدلات الإصابة ببعض الأمراض المزمنة.
تظهر بعض الدراسات الحديثة أن الأشخاص الذين يعملون لساعات أطول يبدو أنهم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من أولئك الذين عملوا لساعات أقل، على الرغم من أنه قد يكون من الصعب تغيير عادات العمل بين عشية وضحاها، إلا أن إدخال سلوكيات أساسية واعية بالصحة يمكن أن يساعد في تقليل المخاطر.
الإجهاد المزمن والهرمونات
قد يواجه الأشخاص الذين يعملون أكثر من 40 ساعة أسبوعيًا كميات مرتفعة من التوتر الذي يمكن أن يغير الهرمونات مثل الكورتيزول، يمكن أن يكون لتغيرات الكورتيزول تأثير على مستويات الأنسولين في الجسم والقدرة على تكسير السكر، قد يؤدي التوتر العالي إلى تعطيل النوم ويؤدي إلى تدهور الصحة العقلية، وكلاهما يمكن أن يساهم في تغيرات في الوزن ومستويات الأنسولين وكذلك مرض السكري.
السلوك المستقر وقلة الحركة
تتطلب العديد من المهن المكتبية فترات طويلة من الجلوس مما قد يؤدي إلى مقاومة الأنسولين ويجعل من الصعب على جسمك موازنة نسبة السكر في الدم، عندما تكون غير نشط، فإن عضلاتك لا تستخدم الجلوكوز بكفاءة مما قد يساهم في ارتفاع مستويات السكر في الدم، ولمعالجة هذه المشكلة، خذ فترات راحة منتظمة للوقوف أو التمدد أو المشي حول المكتب كل ساعة.
عادات الأكل غير المنتظمة
عندما تكون متطلبات العمل مرتفعة، يميل الموظفون إلى إعطاء الأولوية للمسؤوليات على حساب الوجبات.
تؤدي القيود الزمنية إلى قيام العديد من الأشخاص بتخطي وجبات الطعام، أو تناول وجبات خفيفة غير صحية، أو طلب وجبات سريعة ذات سعرات حرارية عالية.
تؤثر عادة الأكل غير المنتظم على إنتاج الأنسولين في الجسم واستجابته، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم بمرور الوقت، بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول الوجبات الخفيفة السكرية وشرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين للبقاء في حالة تأهب خلال ساعات العمل الطويلة قد يؤدي إلى رفع مستويات السكر في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري.
سوء نوعية الهواء
تعاني العديد من المكاتب من ضعف دوران الهواء أو تكييف الهواء المفرط أو الظروف الجافة، قد يؤثر الجفاف المزمن الناتج عن هذه الحالات على قدرة الجسم على تنظيم نسبة السكر في الدم، مما يجعل إدارة مرض السكري أكثر صعوبة، للبقاء رطبًا، اشرب الماء طوال اليوم، خاصة في المكاتب الجافة أو المكيفة. اجعل من عادتك الاحتفاظ بزجاجة ماء معك حتى لا تنسى شرب الماء.
قلة النوم
قد يؤدي العمل لساعات متأخرة إلى تعطيل النوم وزيادة هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، والتي يمكن أن ترفع مستويات الجلوكوز في الدم، يمكن أن يؤدي سوء نوعية النوم أو عدم كفاية النوم أيضًا إلى انخفاض حساسية الأنسولين، مما يزيد من صعوبة التحكم في نسبة السكر في الدم على الجسم. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الحرمان من النوم إلى الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الحلوة أو الغنية بالكربوهيدرات في الليل.
خطوات للوقاية من الإصابة بمرض السكري
وكما ينصح الأطباء، إذا لم يتمكن الشخص من التحكم في ساعات العمل الطويلة، فمن المهم الانتباه إلى عاداته واتخاذ تدابير وقائية لإدارة مستويات السكر في الدم وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري.
الأكل الصحي
يساعد تناول وجبات صحية قصيرة بعد كل ساعتين في الحفاظ على مستويات الطاقة والتحكم في نسب العناصر الغذائية. تجنب تخطي الوجبات أو أخذ فترات طويلة بين الوجبات.
الانخراط في النشاط البدني
حاول ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا. قم بدمج فترات راحة قصيرة للتمدد أو المشي طوال اليوم.
إدارة التوتر
شارك في تقنيات اليقظة الذهنية مثل التأمل أو التنفس العميق أو المشي للتحكم في مستويات التوتر.
فحص مستويات السكر في الدم والكوليسترول
قم بفحص مستويات السكر في الدم والكوليسترول بانتظام واحتفظ بها تحت السيطرة. يجب أن يكون مستوى السكر في الدم الصائم ومستوى الكوليسترول الضار LDL أقل من 100 ملجم/ديسيلتر. قم بإجراء فحوصات منتظمة لتتبع هذه المستويات.