لم لا نستلهم من المنتخب الوطني لكرة القدم فكرة أثر الدمج والانصهار والخلط بين أبناء المناطق البحرينية في تأسيس فرق للعبة لها شعبية جامحة ككرة القدم على نطاق أصغر من المنتخب الوطني؟
لطالما كنت أتمنى أن يكون لنا دوري للمدارس لكرة القدم، فهذه الدورات واحدة من أهم وسائل صقل المهارات وتنميتها ومنها يخرج أشهر اللاعبين في مختلف الرياضات حيث تبرز المواهب من هذه السّن المبكّرة، إنما كان التخوف أن تتحول منافسات المدارس إلى منافسات مناطقية أو منافسات تأخذ منحى آخر لا نرغب فيه فنفقد الهدف الأساسي الذي من أجله وظفت الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص.
إنما علّمتنا تشكيلة المنتخب الوطني أن خلط المناطق في فريق واحد جعل من الفريق نقطة تجمع لجميع أهل البحرين فذابت الفوارق المناطقية، لذلك لم لا تعمل وزارة التربية والتعليم على تأسيس فرق من عدة مدارس بدمج فرق مناطقية وتشكيل فريق واحد؟ أي تُشكَّل فرق من طلاب محافظة المحرق مع طلاب من مدارس القرى الشمالية. أو طلاب من مدارس من المحافظة الجنوبية مع الشمالية، طلاب من عدة مناطق يلعبون ضمن فريق واحد مدربهم واحد ومشجعيهم من كلتا المحافظتين، فلا تعود المناطق تتنافس بل الأفرقة المختلطة هي التي تتنافس مع بعضها.
القصد هو أن نوظّف وسيلة "المزج والخلط المناطقي" في نقطة التجمّع الشعبية الأكثر شهرة وهي "كرة القدم" أو غيرها من الأمور المشتركة، فنعيد استنساخ تجربة المنتخب الوطني على مستوى مدارس الحكومة، فنمزج ونخلط ونشكّل فرقاً مشكّلة كل منهم من مدرستين مختلفتين مناطقياً إنما تسعى للفوز معاً لأنها فريق واحد، لا لأنها تتبع منطقة أو تمثّل اختلافات مذهبية، وحدة الهدف تجمع الفرقاء والمختلفين.
تشكيل الفريق من طلاب مدرستين من منطقتين مختلفتين سيقود إلى دمج أولياء الأمور لتشجيع أبنائهم معهم، مما يجعل هدف الفوز في التنافس الرياضي هو الهدف المباشر، إنما يؤسّس تشكيل هذا الفريق نقطة تجمّع شعبية مشتركة بين أطياف الشعب البحريني فيكون لنا المنتخب الوطني ملهماً وفكرة قابلة للاستنساخ على نطاق أصغر على جميع مناطق البحرين.
هذه الدوريات الرياضية للمدارس الحكومية لها شعبية بالغة إن تمّ تفعيلها بشكل مدروس يحولها إلى دوري شعبي بامتياز، فهي تضمن حضوراً جماهيرياً أكبر نظراً لأنها تمثّل أولياء أمور الطلاب اللاعبين وحتى من غير اللاعبين يحضرون لتشجيع مدارسهم.
لم لا نوظّف شغف الشباب في كرة القدم وجعلها وسيلة لتوحيد الأهداف والغايات؟
لم لا نسخّر الشعلات الشبابية والاندفاع والحماس لخلق الهوية الوطنية الواحدة؟