رفضت الحكومة اليمنية طلباً إيرانياً بتسوية الأزمة الدائرة بين البلدين جراء ضبط سفينة أسلحة إيرانية قبل أيام، عبر القنوات الدبلوماسية الثنائية، وعدم تدويلها، والسماح للجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي بالتحقيق في الاتهامات اليمنية لإيران بدعم جماعات مسلحة في اليمن، أبرزها جماعة الحوثيين بصعدة و”الحراك الجنوبي”، بخاصة التيار الذي يقوده نائب الرئيس السابق علي سالم البيض .وقالت مصادر حكومية يمنية في تصريحات صحفية أن صنعاء رفضت مقترحاً إيرانياً بإيفاد وزير خارجيتها إلى اليمن لبحث سبل تسوية الأزمة السياسية، وأشعرت طهران برفضها استقبال فريق أمني إيراني لفحص شحنة الأسلحة التي ضبطت على متن السفينة "جيهان 1” .ولفتت المصادر إلى أن الرئيس عبد ربه منصور هادي أرجأ البت في حزمة إجراءات مضادة متدرجة مقترحة لمواجهة التدخلات الإيرانية المتزايدة في الشأن اليمني، من ضمنها تقليص مستوى التمثيل الدبلوماسي اليمني لدى طهران، ثم طرد السفير الإيراني بصنعاء في حال لم تبادر إيران إلى وقف تمويل جماعات مسلحة في اليمن، وإغلاق السفارة اليمنية في طهران .ووصفت المصادر الأزمة القائمة بأنها "الأشد من نوعها”، مشيرة إلى أن السلطات ضبطت أربع شحنات أسلحة في وقت سابق من العام المنصرم ثبت أنها وافدة من إيران إلى السواحل اليمنية، ولم تبادر صنعاء إلى الإعلان عن هذه التجاوزات، واستعاضت عن التصعيد وتدويل الأزمة، بمخاطبة السلطات الإيرانية لوقف محاولات تسريب الأسلحة بطرق غير مشروعة لليمن . في الوقت نفسه، طلبت الحكومة اليمنية رسمياً من إيران، تقديم تفسير حول السفينة "جيهان واحد" التي ضبطت في المياه الإقليمية اليمنية الشهر الماضي وهي قادمة من إيران.وأكدت مصادر دبلوماسية أن اليمن أرجأ قراراً يقضي بتقليص التمثيل الدبلوماسي الإيراني في صنعاء بانتظار تلقي التفسير الإيراني حول سفينة الأسلحة.وأبلغ وزير الخارجية اليمني، الدكتور أبو بكر القربي، السفير الإيراني في صنعاء محمود زاده، بأن "الحكومة اليمنية لن تسمح بالتدخل في شؤونها الداخلية من أي طرف كان، أو أن تصبح أراضيها مكاناً للحرب بالوكالة، كما طلب تفسيراً من الجانب الإيراني حول السفينة".في السباق ذاته، اجتمع وزير الخارجية اليمنية بالسفير الإيراني المعتمد لديها، الأحد، في جلسة تمحور الحديث فيها عن سفينة الأسلحة "جيهان 1".ونقل تقرير نشر على وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" أن وزير الخارجية اليمني، أبوبكر القربي، أكد خلال لقاءه بالسفير الإيراني محمود علي زاده على أن الحكومة اليمنية لن تسمح بالتدخل في شؤونها الداخلية من أي طرفٍ كان.وألقى الوزير خلال اللقاء الضوء على رفض بلاده أن تصبح أراضيها مكاناً للحروب بالوكالة، في الوقت ذاته الذي طالب فيه بتفسير من الجانب الإيراني حول السفينة.وتشير السلطات اليمنية، إلى أن الشحنة الإيرانية احتوت على"صواريخ "كاتيوشا" من عيار 122 مليمترا وصواريخ "ستريلا 1و2" المضادة للطائرات وقذائف "ار.بي.جي" ومواد متفجرة، تحتوي على مادة "سي فور" شديدة الانفجار، وأجهزة رؤية ليلية إيرانية الصنع. وأكد وزير الداخلية اليمني اللواء عبدالقادر قحطان أن شحنة الأسلحة التي أوقفتها القوات البحرية اليمنية بالتعاون مع القوات الأمريكية في خليج عدن كانت قادمة من إيران، وأشار إلى أن "هذه الشحنة كانت تكفي لقتل ملايين اليمنيين".وقال مخاطباً الشعب الإيراني: "إن اليمن بلد مسلم واليمنيين بحاجة لشحنات من الأغذية وليس شحنات من المواد المتفجرة والأسلحة التي تدمر الأرض والإنسان".بدوره أكد رئيس جهاز الأمن القومي أن اليمن يعاني كثيراً من عمليات تهريب السلاح، مشيراً إلى أن كل شحنات الأسلحة المهربة لليمن تضر بشكل كبير بالأمن القومي للجمهورية اليمنيةوهي شحنات لا يمكن أن يتم تهريها بواسطة التجار والمخربين وإنما ورائها جهات نظامية وهي أسلحة مخصصة للتفجير والتصفية والقتل عن بعد وشملت صواريخ ارض جو وهذا ما يرجح أن يكون وراءها جهات نظامية.ولفت إلى أن التحقيقات ما تزال جارية بخصوص هذه الشحنة والشحنات الأخرى التي تم ضبطها وسيتم اطلاع الرأي العام على نتائج التحقيقات التي سيتم التوصل إليها.وأكد رئيس جهاز الأمن القومي اليمني أن بلاده ستحتفظ بحقها في الدفاع عن مواطنيها وأراضيها وستعمل على مقاضاة أي جهات يثبت تورطها في استهداف أمن اليمن أو التدخل في شؤونه الداخلية.من جانبها، أشادت وزارة الخارجية الأمريكية، الليلة الماضية بالحكومة اليمنية "لاعتراضها بنجاح" سفينة قالت صنعاء انها تنقل أسلحة مرسلة من إيران إلى متمردين في اليمن، ولجوئها الى مجلس الأمن الدولي.وأضافت: أن مصدر الشحنة والأسلحة "تؤكد استمرار تهرب ايران من ست قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي في هذا الشأن".ورأت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ان "ايران تواصل تحدي الأسرة الدولية عبر نشاطاتها لنشر الأسلحة، ودعمها لزعزعة الاستقرار في المنطقة"، مؤكدة انه "على الأسرة الدولية مواصلة التحدث بصوت واحد، والعمل للتأكد من التزام إيران بكل واجباتها الدولية".يذكر أن السلطات اليمنية عثرت على السفينة "جيهان واحد" وعلى متنها أربعون طناً من الأسلحة والمتفجرات الخطيرة مرسلة إلى اليمن، فيما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أن الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية اليمني، التقى محمود زاده السفير الإيراني بصنعاء.