كتب - عبد الله إلهامي:احتفلت جمعية التربويين البحرينية مساء أمس بصالة شيخان الفارسي باليوم العالمي للمعلم حيث كرّمت 20 معلماً أثبتوا كفاءتهم في الأنشطة الدراسية والأساليب التربوية، من خلال ترشيح المدارس لهم بعد تقييمهم، بحضور وكيل وزارة التربية والتعليم للموارد والخدمات الشيخ هشام بن عبد العزيز آل خليفة وبعض من النواب ومديري مدارس ومعلمين.وأشار وكيل وزارة التربية والتعليم للموارد والخدمات الشيخ هشام بن عبدالعزيز آل خليفة إلى أن الوزارة تعمل حالياً على مشروع تحسين الزمن المدرسي الذي كان يطلق عليه سابقاً التمديد الدراسي لمدارس المرحلة الثانوية، إضافة إلى مشروع تحسين الأداء في المدارس، إذ تم تدريب مكثفة لقرابة 3200 من معلمي المرحلة الثانوية على استغلال الوقت الإضافي وإعداد الخطة الدراسية والتحضير للدروس، كما إن التدريبات مستمرة لكادر المعلمين بشكل أكبر ميدانياً داخل المدارس ليستفيد منه المدرس ويفيد زملاءه.وأضاف أن اللوائح الموجودة السلوكية والانضباط الوظيفي يتم تطبيقها على الحالات المخالفة للحفاظ على البيئة التعليمية، إلا أنه تبقى درجة استخدامها بحسب ظروف المدرسة والحالة نفسها، وكافة تلك القوانين التي أقرت بالتنسيق مع الخدمة المدنية فيها من الصرامة والمرونة ما لا يستدعي التحديث فيها.ومن جهته، أكد النائب علي الزايد أن النواب على أتم الاستعداد للالتقاء بممثلين عن المعلمين للنظر في الجوانب التي يمكن إصدار تشريعات لأجلها بهدف تحسين مستواهم المعيشي وحفظ حقوقهم، وبالأخص في ظل الغلاء المعيشي، لافتاً إلى أنه في السبعينات كان راتب المعلم من بين أعلى الرواتب، لذلك كان الجميع يتهافت على الانخراط في تلك المهنة لهيبة القائمين عليها ومكانتهم بين أبناء المجتمع.وأوضح أن المعلمين بحاجة إلى التقدير والاهتمام حتى بعد تقاعدهم، إذ إن التلميذ لا يبدع إلا على يد معلم قاسى وتعب حتى يصل إلى مستوى أكاديمي ومعرفي متميز، لذلك فإن تلك الكوادر تحتاج إلى تدريب وتطوير، مشدداً على إرجاع هيبة المدرس كما كان في السابق، إذ إن عمله التربوي مشابه إلى حد كبير مسؤولية الآباء.وعبّر عن شكره لجمعية التربويين على الاحتفالية التي لمت شمل المعلمين وحملت في محتواها إنجازاً كبيراً ظهر من خلال أجواء العائلة الواحدة، التي يمتاز بها المجتمع البحريني، مؤكداً دعم النواب لهم بقدر استطاعتهم.ومن جانب آخر، أكد نائب رئيس جمعية التربويين البحرينية عبد الباسط الدوسري أن كل مشروع للإصلاح التربوي المستقبلي يتطلب من المعلم المربي مستوى رفيعاً من النمو العام الفكري والثقافي والاجتماعي ليمتلك أدوات التغيير نحو الأفضلية التنافسية، لذلك دأبت الجمعية في الآونة الأخيرة على بناء قواعدها من لجان وأهداف وخطط وفق منهجية علمية، في محاولة لتشكيل المستقبل من خلال التخطيط الإستراتيجي، فالتربية مسؤولية الجميع. وأوضح أن الوطن بحاجة إلى سواعد المخلصين من أبنائه وخاصة المعلمين الذين يشكلون فكراً أساسه الرقي والتقدم، معبراً عن شكره لبنك البحرين الإسلامي وجمعية البديع الخيرية على دعمهما للجمعية منذ نشأتها. وفي ذات السياق لفت المعلم المكرّم عبد الناصر عبدالله من المعهد الديني أن المعلم اليوم لم يعد المصدر الوحيد للمعرفة، إذ إن الطالب بات باستطاعته تحصيل مختلف العلوم من خلال الإنترنت والكتب وشتى الوسائل الحديثة، لذلك يبقى واجب الأستاذ تسخير تلك المصادر بأساليب تربوية يوجه الطالب لينهل منها.وأشار إلى أن الأحداث المؤسفة التي مرت بها المملكة العام الماضي وشهدت استغلالاً للبيئة الطلابية والزج بالأطفال والناشئة في أعمال عنف، كان نتيجة إهمال سنوات وقلة اهتمام بالبيئة المدرسية، متسائلاً كيف يمكن للمعلم إيصال المعلومة في بيئة غير مناسبة؟، مشدداً على أهمية تأمين الجو التربوي أولاً ليسهل من خلاله تنشئة جيل قيادي.ويذكر أنه تم إشهار الجمعية في 23 يونيو من عام 2011م، ويبلغ عدد أعضائها المؤسسين 25 تربوياً، وتهدف إلى المساهمة في رفع الكفاءة الفنية والمهنية لمنتسبي الجمعية بالتنسيق مع الجهات المختصة، وإبراز دور التربويين في المجتمع وتعزيز الثقة في دورهم التربوي والمهني والقيمي، بالإضافة إلى ترسيخ الحس الوطني وتنميته لدى التربويين لبناء جيل قادر على تحمل المسؤولية.كما تسعى جمعية التربويين البحرينية إلى تعزيز التواصل والتعاون بين التربويين المحليين والخارجيين من جميع القطاعات بما يخدم العملية التعليمية ويعزز الزمالة التربوية، وتحقيق الشراكة المجتمعية مع القطاع الحكومي والأهلي على المستوى المحلي والدولي بالتنسيق مع الجهات المختصة، بالإضافة إلى المشاركة في اتخاذ القرارات التي تهتم بشؤون التربويين في البحرين بعد موافقة الجهات المختصة.ويشار إلى أن الجمعية شاركت في حوار التوافق الوطني، واللجنة البحرينية لتقصي الحقائق، إذ رصدت وعرضت 35 حالة على اللجنة، كما نظمت ورش عمل للمعلمين المستجدين للعام الدراسي الحالي.