نبدأ بكوب قهوة أنيق، ثم بلوزة أو قميص بسيط، وبعدها تجربة صغيرة لشراء شيء لم نجده في السوق المحلي. وما إن تنجح التجربة، حتى تتوسع شيئاً فشيئاً، ليصبح وصول الطرود عادة يومية، ويصبح التسوّق أونلاين أكثر من مجرد وسيلة... بل أسلوب حياة! لكن هل فكرنا في كيف وقعنا بهذا الفخ؟

التسويق لم يعد مجرد وسيلة لعرض المنتجات، بل أصبح أداة نفسية ذكية تدفعنا للشراء دون وعي. الإعلانات الموجهة تُظهر لنا المنتجات التي تبدو كأنها مصممة خصيصاً لنا، ما يجعلنا نشعر بالحاجة إليها. أما العروض المغرية، فكثير منها ليس إلا خدعة تسويقية، حيث يتم تضخيم الأسعار ثم خفضها لتبدو كفرصة لا تعوّض.

الأمر لا يتوقف عند الكبار، بل الأطفال والمراهقين هم الأكثر تأثراً، إذ يقضون ساعات طويلة على الإنترنت ويتعرضون لإعلانات خادعة وتوصيات المؤثرين. ومع إمكانية الشراء ببطاقات الأهل، يصبح الاستهلاك عادة منذ الصغر.

مواجهة هذا الفخ تتطلب وعياً حقيقياً. يمكننا وضع ميزانية محددة، والتفكير قبل الشراء، والانتباه للتسويق الخفي على وسائل التواصل. كما يجب توعية الأطفال بمخاطر الشراء غير المدروس.

التسوّق أونلاين تجربة ممتعة، لكنه قد يتحول إلى إدمان مالي ونفسي إذا لم ننتبه وللأسف بات الأمر هكذا وهم ينتبهون على أمل أنهم من هذا الهوس قريباً يتحررون. فهل نحن المشترون، أم أن التسويق اِشترى وَعينا دون أن ندري؟