هذه الكلمات هي إطار إنساني، يجسّد العلاقة بين القيادة والشعب، ويصف عمق الاهتمام وصدق الرعاية.

أما عفوية أمجد في إجابته بقوله: "خايف عليي بعد.. خلاص”، اختزلت كل مشاعر الامتنان التي يحملها كل بحريني يجد في هذا الوطن وفي قيادته أملًا لا ينقطع، ومستقبلًا مليئًا بالفرص.

وهذا ما أبرزته زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لـ "أمجد" الذي دخل التاريخ كأول مريض خارج الولايات المتحدة يستكمل بنجاح تلقي العلاج عبر تقنية زراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني "كريسبر".

تلك الزيارة، التي لم تكن أبداً بروتوكولية، ولا فقط للاحتفاء بأمجد، بما يمثله من إرادة وتفاؤل. بل رسالة تفيض بالإنسانية، فالقيادة ترى في كل إنجاز طبي فرصة لتحسين حياة مواطنيها، وفي كل مريض قصة تستحق أن تُروى للعالم.

وفي كلمات سموه: "أهنيك على مثابرتك.. بادرت بنفسك بعلاج متطور جدًا جدًا، ونتمنى تكون فاتحة خير للباقي ممن يعانون من هذه الإصابة”، ليست مجرّد إشادة، بل تختزل معاني الإصرار والعزيمة التي يتّسم بها كل أبناء الوطن، وتعكس تقديرًا من سموّه للجهود الإنسانية التي تجعل من هذه التجارب الفردية منصة أمل للعديد والعديد من المرضى.

وفي حديث سموه: "عندنا فرصة السنة الياية لعلاج مريض آخر، ولكن بنسبّق.. وهذا نتيجة شجاعتك وصبرك، ونتيجة هذا الفريق العظيم اللي نكن لهم كل الشكر”، تأكيد بأن الإنجازات الطبية لا تتحقق فقط بالابتكار العلمي، بل بشجاعة المرضى الذين يتخذون قرارات صعبة، وتضافر جهود الفرق الطبية التي تتفانى في تحقيق المستحيل.

تقنية "كريسبر”، التي استخدمت لعلاج أمجد، تمثل أحد أعظم الابتكارات في الطب الحديث، حيث تتيح التعديل الجيني الدقيق لعلاج أمراض وراثية كانت تُعتبر مستعصية لسنوات. واختيار البحرين لتنفيذ هذا العلاج المتطور يعكس مكانة المملكة كدولة تؤمن بالابتكار العلمي وتستثمر فيه.

ودعم القيادة لهذه التجربة يعكس رؤية بعيدة المدى تسعى ليس فقط لتقديم العلاج، بل لتحسين جودة الحياة وإحداث الفارق الحقيقي في الرعاية الصحية.

كما وأن الاهتمام العالمي بهذه الجهود الطبّية من خلال وسائل الاعلام العالمية، إنما يؤكد أن رؤية البحرين لا تقف عند تحقيق الإنجازات، بل يمتد لمشاركة نجاحاتها مع العالم، لتكون نموذجًا مُلهماً في الرعاية الصحية المبنية على الإنسانية والابتكارات العلمية معًا.

ختاماً.. إن حضور سمو ولي العهد في هذه اللحظة، يعكس نهجًا قياديًا يضع الإنسان في قلب الأولويات، ويؤكد أن الرعاية الصحية ليست مجرد خدمات، بل التزام إنساني شامل يمتد من تقديم العلاج إلى الاحتفاء بالشفاء.

عبدالله إلهامي