في السادس من أكتوبر العام الماضي كتبت مقالاً عنوانه «شكراً على نعمة البحرين» تحدثت فيه عن عطاء استثنائي لمملكة البحرين مقدم منها كدولة للمواطن البحريني، يتمثل في توجيهات ولي العهد رئيس مجلس الوزراء باعتماد العلاج المتقدم والخاص بأمراض الدم الوراثية وبالأخص لمرضى السكلر حيث حصل مركز البحرين للأورام على اعتماد فيرتكس «VERTEX» لإتاحة هذا العلاج المتقدم للمصابين بفقر الدم المنجلي، السكلر ومرض الثلاسيميا المعالج بنقل الدم، ما يجعل مملكة البحرين من أوائل دول العالم التي تستخدم هذا العلاج المتقدّم والمكلف جداً.
وها هي الأخبار يوم أمس الأول تنقل لنا هذا الحدث الهام بشفاء أول مريض بحريني تلقى العلاج وكأول شخص خارج الولايات المتحدة «جهة الاعتماد» حصل على هذا العلاج في مركز الأورام التابع لمستشفى الملك حمد.
كم فرحنا للمريض أولاً شفاه الله وعافاه، ونتمنى له نجاح العملية والتمام له، كم فرحنا بفرحة أهل البحرين بهذا الإنجاز، والأكثر كم فرحنا بزيارة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للمريض أمجد والحديث معه وجهاً لوجه، وكم فرحنا لفرحة أمجد وفرحة عائلته وفرحنا كثيراً لشعور الامتنان الصادق والمخلص الذي عبر عنه المريض وتقديره لهذا العطاء الوطني البحريني.
فليست كلفة العلاج العالية هي فقط ما يستدعي الامتنان، إنما تجهيز وتأهيل مثل هذا المركز وما استغرق من جهد وتدريب واستحقاقات ومتطلبات لم تكن البحرين لتحصل على الاعتماد لولا توفرها في المركز البحريني، وكذلك اهتمام سموه وتأكده بنفسه أن البحريني حصل على كل ما هو متوفر من علاج في العالم.
لقد كان المقطع الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وتم تداوله على جميع وسائل الإعلام الأجنبية والعربية شيئاً يدعو للفخر حقاً وبمثل هذه الإنجازات نفتخر.
إنه باب أمل ونفاذه للمستقبل لا يعرف قيمتها إلا من عانى من أعراض تلك الأمراض وذاق مراراتها، ولا يعرف قيمتها إلا من تحسر لأنه ولد في دول لا تضع المواطن أولاً كالبحرين فتمنى أن يكون مواطناً بحرينياً ليحظى بتلك الرعاية المتميزة.
فالحمد لله على نعمة البحرين أولاً وآخراً.
للتذكير: كلفة العلاج أكثر من 850 ألف دينار للمريض الواحد، أي أكثر من مليوني دولار للمريض الواحد.
لم يتردد سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ولا للحظة وأمر بتوفيره.
ثانياً: الوصول إلى مستوى الاعتماد لهذا النوع من العلاج المتقدم ليس سهلاً، فلا يمنح الاعتماد إلا لمن استوفى شروطاً غاية في الدقة والصعوبة وقد استغرق إعداد الكادر الطبي أكثر من سنة، وهنا نهنئ عيالنا شباب البحرين بذلك الإنجاز.
أخيراً تنبيه: حين نتحدث عن الحقوق الإنسانية انظر هنا وتمعّن وأصغِ جيداً.. فالبحرين تتكلم.