في الماضي كانت النوبات القلبية تعتبر مرضًا مرتبطًا بكبار السن، لكن في السنوات الأخيرة تزايدت حالات الإصابة بالنوبات القلبية المفاجئة بين الشباب، مما أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب والعوامل المؤدية إلى ذلك.
والنوبة القلبية تحدث عندما ينقطع تدفق الدم إلى القلب بسبب انسداد في الشرايين التاجية، مما يؤدي إلى تلف أنسجة القلب أو توقفه عن العمل في الحالات الشديدة، وبينما تعد العوامل الوراثية وأسلوب الحياة من الأسباب الرئيسية لهذه المشكلة، إلا أن هناك عوامل أخرى قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بها حتى بين الشباب الأصحاء ظاهريًا.
أمراض القلب الوراثية والتشوهات الخلقية
تلعب العوامل الوراثية دورًا كبيرًا في حدوث النوبات القلبية بين الشباب، وبعض الأشخاص قد يكون لديهم استعداد وراثي للإصابة بأمراض القلب مثل اعتلال عضلة القلب التضخمي أو متلازمة كيو تي الطويلة، وهي اضطرابات تؤثر على كهرباء القلب وتزيد من خطر حدوث اضطرابات في النبض قد تؤدي إلى توقف القلب المفاجئ، وفي بعض الحالات قد يكون لدى الشباب تشوهات خلقية في الشرايين التاجية تؤثر على تدفق الدم إلى القلب دون أن يدركوا ذلك، مما يجعلهم أكثر عرضة للنوبات القلبية المفاجئة.
التدخين وتعاطي المواد الضارة
يعد التدخين من العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية حتى بين الشباب، والتدخين يؤدي إلى تضييق الشرايين وتراكم الترسبات الدهنية داخلها، مما يعيق تدفق الدم إلى القلب، وبالإضافة إلى ذلك فإن تعاطي المخدرات مثل الكوكايين والأمفيتامينات يمكن أن يسبب ارتفاعًا حادًا في ضغط الدم، وتشنجًا في الشرايين التاجية، مما يؤدي إلى نوبة قلبية مفاجئة حتى لدى الأشخاص الذين لا يعانون من أمراض قلبية سابقة.
التوتر والإجهاد المزمن
الإجهاد العاطفي والجسدي المفرط يمكن أن يؤثر على صحة القلب بشكل خطير، وفي عالم اليوم يعاني الشباب من ضغوطات هائلة تتعلق بالدراسة، العمل، والمسؤوليات اليومية، مما يزيد من إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين، وهذه الهرمونات يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب مما يرفع خطر الإصابة بالنوبة القلبية، خاصة إذا كان الشخص يعاني من عوامل خطر أخرى.
السمنة والنظام الغذائي غير الصحي
اتباع نظام غذائي غير متوازن غني بالدهون المشبعة والسكريات يزيد من خطر تراكم الكوليسترول الضار في الشرايين، مما يؤدي إلى تصلبها وانسدادها مع مرور الوقت، ومع انتشار أنماط الحياة غير الصحية، مثل تناول الأطعمة السريعة وقلة النشاط البدني، أصبح الشباب أكثر عرضة لأمراض القلب والسمنة، وكلاهما من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية المفاجئة.
عدم ممارسة الرياضة ونمط الحياة الخامل
قلة النشاط البدني تؤثر بشكل سلبي على صحة القلب والأوعية الدموية، حيث يؤدي الجلوس لفترات طويلة دون حركة إلى ضعف عضلة القلب وزيادة احتمالية الإصابة بأمراض الشرايين، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام تساعد في تقوية القلب، تقليل ضغط الدم، وتحسين مستويات الكوليسترول مما يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية المفاجئة.
اضطرابات النوم وتأثيرها على القلب
يعد النوم غير الكافي أو اضطرابات النوم مثل انقطاع التنفس أثناء النوم من العوامل التي قد ترفع خطر الإصابة بالنوبات القلبية بين الشباب، وقلة النوم تؤدي إلى زيادة الضغط على القلب، ارتفاع ضغط الدم، واضطرابات في نبضات القلب، مما قد يؤدي إلى توقف القلب المفاجئ في بعض الحالات.