رويترز - قال البنك الدولي في تقرير إن بإمكان أفريقيا تفادي مشكلة نقص الغذاء إذا تصدت لشبكة معقدة من القواعد والرسوم والتكلفة العالية تخنق تجارة الغذاء الإقليمية ولجأت إلى زراعة مساحات شاسعة من الأراضي غير المستغلة.ووفقا للتقرير الذي صدر الأربعاء الماضي عشية قمة يعقدها الاتحاد الأفريقي في أثيوبيا لبحث قضايا الزراعة والتجارة فإن خمسة بالمئة فحسب من واردات أفريقيا من الحبوب تأتي الآن من مزارع أفريقية.وقال نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة أفريقيا، مختار ديوب «كثيراً ما تقف الحدود عقبة في طريق وصول الغذاء إلى البيوت والتجمعات التي لا تجد ما يسد رمقها».ووفقاً لتقديرات البنك فان 19 مليون شخص معرضين للجوع وسوء التغذية في منطقة الساحل الغربي لأفريقيا، إلا أن إزالة القيود بين الحدود من شأنه تفادي أزمات غذائية مع إتاحة الفرصة أمام المزارعين للتجارة بحرية أكبر مع بعضهم البعض وتوصيل الغذاء إلى المناطق التي تعاني نقصا فيه. وبالإضافة إلى ذلك يرى البنك الدولي أن تخفيف القيود على تجارة المواد الغذائية من شأنه أن يدر ما يقدر بنحو 20 مليار دولار في صورة إيرادات سنوية للحكومات الأفريقية.وقال البنك إن الحواجز أمام تجارة الغذاء ترفع أيضاً التكلفة على المستهلك والمزارع معا. وعلى سبيل المثال فإن المزارعين في أفريقيا الذين يبيعون فائض محاصيلهم يحصلون عادة على أقل من 20 بالمئة من السعر الذي يدفعه المستهلك لشراء المنتجات الزراعية بينما تلتهم تكلفة المعاملات المختلفة وخسائر ما بعد الحصاد باقي الثمن. وكان ارتفاع أسعار الغذاء على مستوى العالم في عام 2008 الذي أثار اضطرابات اجتماعية في عدة دول أفريقية قد سلط الضوء على مشكلة عقود من ضعف الاستثمار في قطاع الزراعة في افريقيا. كما أثارت تلك الأزمة اهتمام المستثمرين في أوروبا والشرق الأوسط واسيا باستغلال الأراضي الزراعية البكر في القارة السمراء. وقال البنك الدولي إن ارتفاع تكلفة النقل يمثل عائقا أمام تعزيز تارة الغذاء في شتى أنحاء أفريقيا وخاصة بالنسبة لصغار المزارعين. وفي حين تمثل الطرق المتهالكة وضعف البنية التحتية مشكلة في أفريقيا فإن شركات النقل تفتقر للحافز للاستثمار في شراء شاحنات حديثة. ويرى البنك أن بإمكان دول غرب أفريقيا خفض تكلفة النقل إلى النصف خلال عشر سنوات إذا طبقت الحكومات إصلاحات من شأنها تعزيز المنافسة. كما إن حواجز الطرق والرشى التي يتعين دفعها عند المراكز الحدودية ترفع أيضاً تكلفة نقل المواد الغذائية إلى الأسواق. وذكر تقرير البنك أن عائد كثير من المحاصيل في أفريقيا يقل كثيراً عما يجنيه المزارعون في مناطق أخرى من العالم. وأضاف أن تعزيز تجارة الغذاء في أفريقيا من شأنه المساعدة في زيادة العائد ونشر التكنولوجيا الجديدة وخلق وظائف. وقال البنك إن القواعد واللوائح التنظيمية تمنع المزارعين الأفارقة من استخدام بذور ذات إنتاجية أعلى وأسمدة أفضل. وفي بعض الدول يستغرق الأمر عامين أو ثلاثة لبدء زراعة سلالات جديدة من الحبوب حتى إذا كانت مستخدمة في أماكن أخرى في أفريقيا.