يعد ارتفاع الكوليسترول من المشكلات الصحية الشائعة التي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل أمراض القلب وتصلب الشرايين، ويحدث ذلك عندما ترتفع مستويات الكوليسترول الضار (LDL) في الدم، مما يؤدي إلى تراكم الدهون في الأوعية الدموية وإعاقة تدفق الدم.
ويعتمد علاج ارتفاع الكوليسترول على مزيج من تغييرات نمط الحياة والعلاج الدوائي في بعض الحالات، بهدف تقليل نسبة الكوليسترول الضار وزيادة الكوليسترول النافع (HDL) للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
طريقة علاج ارتفاع الكوليسترول
هناك بعض النصائح الواجب الالتزام بها لعلاج الكوليسترول وتقليله في الدم، ومنها ما يلي:
تغييرات نمط الحياة كخطوة أساسية
يعتبر تعديل نمط الحياة أول وأهم خطوة في علاج ارتفاع الكوليسترول، حيث يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في مستويات الدهون في الدم، ومن أهم هذه التعديلات اتباع نظام غذائي صحي يركز على تقليل الدهون المشبعة والمتحولة، والتي توجد بكثرة في الأطعمة المصنعة والمقلية والوجبات السريعة، وبدلاً من ذلك ينصح بالإكثار من تناول الدهون الصحية غير المشبعة الموجودة في زيت الزيتون والمكسرات والأفوكادو، والتي تساعد في تحسين توازن الكوليسترول في الجسم.
تناول الألياف الغذائية أيضًا له دور كبير في تقليل امتصاص الكوليسترول في الأمعاء، مما يساعد في خفض مستوياته في الدم، وتتوفر الألياف في الحبوب الكاملة مثل الشوفان، وكذلك في الخضروات والفواكه والبقوليات.
كما ينصح بالإكثار من تناول الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا-3 الدهنية، مثل الأسماك الدهنية (السلمون والتونة) لما لها من تأثير إيجابي في تقليل الالتهابات وتحسين صحة القلب.
دور النشاط البدني في خفض الكوليسترول
ممارسة النشاط البدني بانتظام من الوسائل الفعالة للتحكم في الكوليسترول، حيث يساعد التمرين في رفع مستوى الكوليسترول النافع (HDL) وتقليل الكوليسترول الضار (LDL).
ويوصى بممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميًا، مثل المشي السريع أو ركوب الدراجة أو السباحة، فالنشاط البدني لا يساهم فقط في تحسين مستويات الكوليسترول، بل يساعد أيضًا في الحفاظ على وزن صحي مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
الإقلاع عن العادات الضارة
بعض العادات اليومية قد تزيد من مستويات الكوليسترول وتفاقم المشكلة، مثل التدخين الذي يؤدي إلى تقليل الكوليسترول النافع وزيادة خطر ترسب الدهون في الشرايين، ولذلك فإن التوقف عن التدخين لا يحسن فقط مستويات الكوليسترول بل يعزز صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام.
كما أن تقليل استهلاك الكحول يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على صحة القلب عند تناوله باعتدال، لكن الإفراط فيه قد يؤدي إلى زيادة مستويات الدهون الثلاثية، مما يضر بالصحة القلبية.
العلاج الدوائي لارتفاع الكوليسترول
في بعض الحالات قد لا تكون تغييرات نمط الحياة كافية وحدها للسيطرة على الكوليسترول، ويحتاج الشخص إلى تناول الأدوية وفقًا لإرشادات الطبيب، وتشمل الأدوية الأكثر شيوعًا في علاج ارتفاع الكوليسترول عقاقير الستاتينات، التي تعمل على تقليل إنتاج الكبد للكوليسترول، مما يخفض مستوياته في الدم.
وهناك أيضًا أدوية أخرى مثل مثبطات امتصاص الكوليسترول والألياف الغذائية الطبية التي تساعد في تقليل امتصاص الدهون، ويجب دائمًا استشارة الطبيب قبل البدء في أي علاج دوائي لأن بعض الأدوية قد يكون لها آثار جانبية تحتاج إلى متابعة.