تعد الإكزيما من أكثر الأمراض الجلدية شيوعًا بين الأطفال، وتتميز بجفاف الجلد، والحكة، والاحمرار الذي قد يتفاقم ليؤدي إلى تشققات وتهيج شديد، ورغم أن الإكزيما قد تكون ناتجة عن عوامل وراثية أو بيئية، إلا أن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد في تقليل فرص الإصابة بها أو التخفيف من أعراضها، وتعتمد الوقاية بشكل أساسي على العناية المستمرة ببشرة الطفل وتجنب العوامل التي تحفز ظهور الأعراض.

الترطيب اليومي للبشرة

يعتبر ترطيب البشرة بانتظام من أهم الخطوات للوقاية من الإكزيما عند الأطفال، حيث يساعد في الحفاظ على حاجز الجلد الطبيعي ويمنع الجفاف الذي قد يؤدي إلى تهيج البشرة، ويفضل استخدام كريمات أو مراهم مرطبة خالية من العطور والمواد الكيميائية القاسية، كما ينصح بوضع المرطب مباشرة بعد الاستحمام لحبس الرطوبة داخل الجلد.

الابتعاد عن المهيجات الجلدية

يمكن لبعض المنتجات والعوامل البيئية أن تزيد من خطر الإصابة بالإكزيما أو تؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى الأطفال الذين يعانون منها، ومن المهم اختيار الملابس القطنية الناعمة وتجنب الأقمشة الخشنة مثل الصوف أو البوليستر، حيث يمكن أن تسبب احتكاكًا يؤدي إلى تهيج الجلد، كما يفضل استخدام منظفات غسيل خالية من العطور والمواد الكيميائية القوية، حيث قد تتسبب بقايا المنظفات في تحفيز الحساسية الجلدية.

تجنب الاستحمام بالماء الساخن

الاستحمام المتكرر بالماء الساخن قد يؤدي إلى جفاف البشرة، مما يزيد من احتمالية ظهور الإكزيما، ويفضل استخدام الماء الفاتر وتحديد مدة الاستحمام لتكون قصيرة، مع تجنب استخدام الصابون العطري أو المواد التي تحتوي على الكحول، والتي قد تسبب تهيجًا للبشرة، وبعد الاستحمام يجب تجفيف الجلد بلطف باستخدام منشفة ناعمة دون فرك، ثم تطبيق مرطب مناسب لحماية البشرة.

الحفاظ على بيئة منزلية صحية

تلعب البيئة المحيطة دورًا مهمًا في الحد من خطر الإكزيما، لذا ينصح بالحفاظ على درجة حرارة ورطوبة مناسبة داخل المنزل، لأن الهواء الجاف قد يزيد من جفاف الجلد ويؤدي إلى تفاقم الأعراض، ويمكن استخدام أجهزة ترطيب الهواء في فصل الشتاء لتقليل الجفاف الناتج عن التدفئة الداخلية، كما يفضل تقليل تعرض الطفل للمثيرات البيئية مثل الغبار، العفن، ووبر الحيوانات الأليفة، خاصة إذا كان لديه تاريخ من الحساسية.

مراعاة النظام الغذائي

قد يكون لبعض الأطعمة دور في تحفيز الإكزيما لدى بعض الأطفال، خاصة إذا كانوا يعانون من حساسية تجاه مكونات معينة مثل الحليب، البيض، أو المكسرات، ومن المهم مراقبة استجابة الطفل للأطعمة المختلفة واستشارة الطبيب في حال الاشتباه بوجود حساسية غذائية، وينصح بإدراج أطعمة غنية بمضادات الأكسدة وأحماض أوميغا-3، مثل الأسماك والمكسرات والبذور، حيث تساهم في دعم صحة الجلد وتقليل الالتهابات.

التحكم في الحكة والتوتر

الحكة المستمرة من أكثر الأمور التي تزيد من تفاقم الإكزيما، لذلك يفضل تقليم أظافر الطفل لمنع خدش الجلد والتسبب بجروح قد تؤدي إلى التهابات، ويمكن استخدام قفازات قطنية أثناء النوم للحد من الحكة اللا إرادية، كما أن التوتر والقلق قد يكونان من العوامل التي تساهم في زيادة الأعراض، لذا فإن تشجيع الطفل على ممارسة أنشطة مريحة، مثل اللعب أو الاستماع إلى القصص قد يساعد في تخفيف التوتر وتقليل نوبات الإكزيما.