تسود حالة من التفاؤل في أوساط القطاع المصرفي بمنطقة الخليج، بعد أن سجلت صفقات الاندماج والاستحواذ مستوى قياسياً خلال العام 2012 هو الأعلى منذ خمسة سنوات، في مؤشر قوي ومهم على تعافي اقتصادات منطقة الخليج. وشهدت منطقة الشرق الأوسط عمليات اندماج واستحواذ خلال العام 2012 بلغت قيمتها الاجمالية 20 مليار دولار، مقارنة مع 9.8 مليار دولار خلال العام 2011، وهو ما بث حالة من التفاؤل في أوساط البنوك والمصرفيين بمنطقة الخليج. وقالت جريدة "فايننشال تايمز" إن بنوك الاستثمار الأجنبية في منطقة الخليج تعتمد بشكل كبير على مثل هذا النوع من الصفقات التي تحدد حجم وجودها في المنطقة. وبحسب الصحيفة، فإن المسؤولين المصرفيين في المنطقة يبدون ارتياحاً كبيراً من جملة الصفقات التي تمت مؤخراً، ومن بينها قيام بنكين خليجيين بالاستحواذ على عمليات بنوك أوروبية في مصر. كما تشير الصحيفة إلى أن القطاع العقاري الخليجي أيضاً شهد صفقات بالغة الأهمية، ومن بينها صفقة اندماج شركتي الدار وصروح، ومقرهما أبوظبي التي تمت الشهر الماضي. ولم تتوقف أنشطة الاستحواذ والاندماج في المنطقة العربية على هذه القطاعات، بل امتدت إلى قطاع الاتصالات الذي شهد قيام شركة "فرانس تيليكوم- أورانج" بشراء "موبينيل" المصرية، بينما رفعت شركة "قطر تيليكوم" حصتها في كل من شركة "الوطنية" في الكويت، وشركة "آسيا سيل" في العراق. ونقلت "فايننشال تايمز" عن سكوت كومبيل، وهو مدير شريك في شركة مقرها دبي: "لدينا الآن شهادة على عودة الثقة"، مضيفاً: "الثقة بدأت تعود تدريجياً إلى الشارع في الإمارات". وتابع كومبيل: "بعد عامين أو ثلاثة من الهشاشة، أستطيع القول بأن هناك عودة إلى المستويات الجيدة من النشاط".وتقول الصحيفة البريطانية إنه حتى الصفقات الأصغر ساهمت إلى حد بعيد في بث حالة التفاؤل، ومن بين هذه الصفقات قيام بنك (HSBC) بشراء عمليات مصرف "لويدز" في الإمارات.وكانت مجموعة ماجد الفطيم القابضة، التي تقوم بتشغيل "دبي مول"، أعلنت الشهر الماضي أنها تتوقع الانتهاء خلال الربع الحالي من العام الجاري من صفقة استحواذ على سلسلة محلات "سوبر ماركت" في مصر ستتراوح قيمتها الإجمالية بين 200 إلى 300 مليون دولار. يشار إلى أن غالبية المحللين الاقتصاديين ينظرون إلى هذا النوع من الصفقات على أنه مؤشر مهم على التعافي الاقتصادي، كما أنه يساهم في إنعاش العديد من القطاعات، ومن بينها أسواق المال والقطاع المصرفي، فضلاً عن أن صفقات الاندماج والاستحواذ التي شهدتها بعض القطاعات ساهمت في تغيير شكلها بصورة شبه كاملة، بما أوجد عوامل جديدة تؤثر في السوق.