عواصم - (وكالات): تكرس أمس السقوط النهائي لهدنة عيد الأضحى في سوريا، مع عودة العنف إلى وتيرته السابقة واستئناف القصف الجوي لمواقع المعارضة المسلحة، وسط انسداد الأفق السياسي بشكل شبه كامل، فيما أكد ناشطون في المعارضة السورية أن «قوات الرئيس بشار الأسد جددت قصفها الكثيف لمدن رئيسة مما يزيد من تقويض الهدنة المعلنة في عيد الأضحى. وحتى عصر أمس، ثاني أيام الأضحى والمفترض أن يكون ثاني أيام الهدنة، كان عدد القتلى قد بلغ في كافة أنحاء سوريا 49، بينهم 27 مدنياً و6 مقاتلين و16 جندياً، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي لفت إلى معارك عنيفة وقعت بين مجموعات كردية والمعارضة السورية المسلحة في حلب أدت إلى مقتل 30 شخصاً. وكان عدد القتلى بلغ الجمعة أول أيام الأضحى 146 قتيلاً. وانفجرت في مدينة دير الزور، شرق سوريا، سيارة مفخخة ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص حسب المرصد السوري، في حين أكد التلفزيون السوري الرسمي أن الانفجار «اعتداء إرهابي» استهدف كنيسة. وقال المرصد «استشهد 5 مواطنين إثر انفجار سيارة مفخخة قرب مطعم ليلتي في الشارع العام بمدينة دير الزور». من جهته قال التلفزيون إن «العصابات الإرهابية المسلحة انتهكت مجدداً الهدنة بتفجيرها سيارة مفخخة أمام كنيسة السريان في دير الزور، مما أسفر عن أضرار كبيرة في واجهة الكنيسة». وفي بيان نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» قالت قيادة الجيش السوري إنه «في خرق واضح لإعلان إيقاف العمليات العسكرية الذي التزمت به القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة قامت المجموعات الإرهابية المسلحة بالاعتداء على بعض المواقع العسكرية»، مفصلة هذه الهجمات. في المقابل أعلن رئيس المجلس العسكري للمعارضة في حلب، كبرى مدن شمال سوريا عبد الجبار العكيدي أن الهدنة التي أعلنت في سوريا بمبادرة من المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي «ولدت ميتة» و»فشلت». وقال العقيد المنشق عن الجيش السوري النظامي: «أي هدنة؟ الهدنة كذبة، النظام مجرم، كيف يمكنه احترام هدنة؟ هذا فشل للإبراهيمي، مبادرته ولدت ميتة». وأضاف «أمس الأول كنت في جبهات عديدة والجيش لم يوقف القصف» في أول أيام الهدنة التي أعلن النظام والمعارضة المسلحة التزامهما بها خلال عطلة عيد الأضحى. من جهة ثانية استأنف الطيران العسكري السوري قصفه وأدت غارة قام بها على مدينة عربين في ريف دمشق إلى مقتل 8 أشخاص في أول قصف جوي منذ بدء سريان هدنة عيد الأضحى، كما أفاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن. كما تعرضت قرية معرة ماتر الواقعة قرب مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب «للقصف من طائرة حربية وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من القرية». وأوضح المرصد أن «بلدة الحارم على الحدود السورية التركية لا تزال محاصرة من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة منذ أيام ووردت معلومات عن مقتل الكثير من عناصر القوات النظامية والمسلحين الموالين للنظام في البلدة خلال الأيام الفائتة وانقطاع كافة الإمدادات عنهم». وفي محافظة حلب أعلن المرصد إن «الاشتباكات العنيفة متواصلة في مدينة حلب بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة الذين هاجموا حاجزاً للقوات النظامية بقذائف الهاون» موضحاً أن «الطائرات الحوامة تشارك في الاشتباكات» حسب المرصد. كما سجل المرصد معارك وعمليات قصف في درعا جنوب البلاد وفي بلدة الحارة المجاورة لها، وفي محافظتي حماه وحمص. وفي تطور ميداني لافت أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن معارك جرت بين ميليشيات كردية ومعارضين مسلحين في حلب شمال سوريا أدت إلى مقتل 30 شخصاً. واندلعت المواجهات بين المعارضين المسلحين وعناصر من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني في تركيا، في حي الأشرفية ذي الغالبية الكردية في حلب. وأفاد السكان أن نحو 200 عنصر من المعارضة المسلحة تسللوا إلى حي الأشرفية فحاول عناصر من لجان شعبية كردية صدهم ما أدى إلى نشوب معارك بين الطرفين. ويشكل الأكراد نحو 15% من السكان وهم يعادون النظام الذي يتهمونه بقمعهم، إلا أنهم حذرون تجاه المعارضة التي يعتبرون أنها لا تتفهم خصوصيتهم كقومية مختلفة.وأكدت مجموعة معارضة مسلحة شمال سوريا احتجاز الصحافي اللبناني فداء عيتاني الذي يعمل مراسلاً لتلفزيون المؤسسة اللبنانية للإرسال «ال.بي.سي»، مشيرة إلى أن عمله الصحافي «لا يتناسب مع مسار الثورة والثوار» السوريين. وتبنت مجموعة تطلق على نفسها اسم «لواء عاصفة الشمال في اعزاز» احتجاز الصحافي. وفي أنقرة نفت رئاسة أركان القوات المسلحة التركية في بيان معلومات صحافية مفادها أن الولايات المتحدة أرسلت جنوداً إلى تركيا في أعقاب تفاقم التوتر على الحدود التركية السورية. وكانت الصحف التركية نقلت في الأيام الأخيرة أقوالاً منسوبة إلى رئيس أركان القوات الأمريكية في أوروبا الجنرال مارك هيرتلينغ تشير إلى إرسال كتيبة أمريكية إلى تركيا في إطار استراتيجية تبادل المعلومات بين البلدين العضوين في الحلف الأطلسي. من جانبه، اتهم نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، المعارضة السورية بإحباط هدنة العيد في سوريا، معتبراً أنها تتجه نحو استكمال أعمال العنف.