ما أن نبدأ في الإعداد والاستعداد لشهر رمضان المبارك، إلا أن نتفاجأ بأننا في منتصفه بل ودخلنا في العشر الأواخر منه، أذكر قبل يومين كنا نتحدث بأن رمضان بات قريباً، وأنه سيأتي هذا العام في جو معتدل ومناخ بارد، ما أن أنهينا حديثنا عن شهر رمضان حتى مر اليومان لندخل في العشر الأواخر منه، دائماً هكذا هي الأيام الجميلة تمضي بسرعة لا نتوقعها بل لا نتمناها، تمضي الشهور كالأيام، وتمضي الأيام بسرعة الساعات، ما أن نبدأ في الترحيب بهذا الشهر الفضيل حتى نبدأ في وداعه والحديث عن العيد وما بعد العيد.انشغلنا بالعبادات والطاعات والتواصل والتوادد والتراحم، تشرّفنا بالزيارات واللقاءات الكريمة بين الأهالي والمواطنين لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبالزيارات التي يتفضل بها صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله إلى المجالس الأهلية بكافة محافظات المملكة، فتحت المجالس، وشهدت تزاوراً جميلاً وإيجابياً بين الجميع، حتى استنسخ الصغار مجالس الكبار لنشهد في رمضان الحالي تجمعات للأبناء في مجالس خاصة بهم وهي بداية حميدة لعادات وتقاليد بحرينية أصيلة.عادت المساجد لاستقبال المصلين، وصلاة التراويح نثرت في الأحياء السكنية الطمأنينة والراحة النفسية، وتنقل المصلين من مسجد لآخر لمتابعة القراء والخطباء.في المنازل عادت بعض النساء لطبيعتهن في المطبخ وحاولن إثبات قدرتهن، وهي أيضاً بداية حميدة لعودة المرأة الى بعض طباعها اللائي فقدنها لأسباب كثيرة، ونتمنى استمرار هذه العودة لما لها من تأثيرات إيجابية على أفراد الأسر.باختصار شهر رمضان هو بداية حقيقية لكل خير، وعودة صادقة لما فقدناه من عادات، ولكل منا طريقته في استثمار هذا الشهر الفضيل بأيامه ولياليه، ونحن من اليوم بدأنا في العشر الأواخر والعد التنازلي لوداعه، في هذه الليالي تبدأ صلاة القيام في مساجدنا وجوامعنا، ومن لم يسعفه الوقت للتراويح لأي سبب كان، فالأجر في هذه الليالي عظيم والتي يتحرى من خلالها الجميع ليلة القدر، أعاننا الله وإياكم في قيامه وصيامه وجعلنا فيه من عتقائه من النار.
فواز العبدالله
Opinion
دخلنا العشر الأواخر..
18 مارس 2025