ا.د. جهان العمران

يطرق أبواب حياتنا العديد من الأشخاص، يختلفون في معادنهم. فهناك نوع يشبه الذهب المتألق، الذي لا يتغيّر بمرور الزمن والظروف، ويكونون كالفيء الذي يحمي من لظى حر الصيف، والنور الذي يبدد حلكة الظلام. هؤلاء هم الذين يحرصون على الاعتراف بالجميل وعدم نكرانه بالجحود، لأنهم أصحاب نفوس سامية، وأخلاق نبيلة. ولكن هناك نوعاً آخر من الناس، معدنهم يصدأ بسرعة، مما يؤدي إلى فقدان بريقهم مع مرور السنين، وتغير الظروف. هؤلاء هم جاحدو المعروف، وناكرو الجميل، الذين يتوددون إليك في البداية من أجل تحقيق مصلحتهم الشخصية، ويستخدمونك كوسيلة لتحقيق مآربهم. وعندما تنتهي حاجتهم إليك، يتجاهلونك ويمضون بعيداً، غير عابئين بمشاعرك، بحثاً عن «صيد سمين» جديد.

إلى كل من طرق بابه مثل هؤلاء أقول: مهلاً عزيزي ولا تبتئس...! ولا تنتظر الشكر أو الاعتراف من هؤلاء. إن العيب ليس بك أنت، بل هو في هؤلاء جاحدي المعروف، وناكرو الجميل، أخرجهم من حياتك وأنسهم. ولكن إياك أن يجعلوك تتغير، بل استمر في العطاء ولا تعر للجحود بالاً. وتذكر أن الخير ستؤتى ثماره في النهاية.

وإياك أن تتخلى عن قيمك ومبادئك الأخلاقية العليا، ولا تتوانَ عن فعل الخير رغم كل التجارب السلبية التي قد تواجهها، وكن كشجرة النخيل في الصحراء التي تبقى شامخة في العلاء رغم العطش، ويبقى عطاؤها بلا حدود. إن العطاء بلا مقابل، هو من القيم التي تبنى عليها المجتمعات، لتبقى الشمس مشرقة بالأمل داخل النفوس، مهما كانت عتمة ظلام العالم الخارجي.

* أستاذة في علم النفس التربوي