تعد المفاصل الصناعية واحدة من أهم التطورات الطبية التي أسهمت في تحسين جودة حياة المرضى، الذين يعانون من أمراض المفاصل المزمنة أو الإصابات الشديدة.

ويتم اللجوء إلى هذه التقنية عندما تفقد المفاصل وظيفتها بسبب التآكل، الالتهابات المزمنة، أو الإصابات التي تؤثر على الحركة، إذ يتم استبدال المفصل الطبيعي بآخر صناعي مصنوع من مواد متينة مثل التيتانيوم أو السيراميك، مما يساعد على استعادة الحركة الطبيعية والتخلص من الألم

أسباب اللجوء إلى المفاصل الصناعية

توجد العديد من الأسباب التي تستدعي استبدال المفصل الطبيعي بمفصل صناعي، من أبرزها التهاب المفاصل المزمن الذي يؤدي إلى تلف الغضاريف وفقدان القدرة على الحركة بشكل طبيعي.

ويعد التهاب المفاصل العظمي والتهاب المفاصل الروماتويدي من أكثر الحالات شيوعًا التي تستوجب إجراء هذه العملية، كما أن الإصابات الحادة، مثل: الكسور المعقدة أو تلف المفاصل الناتج من الحوادث قد تستدعي استبدال المفصل، في بعض الحالات، قد يكون السبب وراثيًا أو مرتبطًا بأمراض مزمنة تؤثر على صحة العظام والمفاصل مثل هشاشة العظام

أنواع المفاصل الصناعية

تختلف المفاصل الصناعية حسب المنطقة التي تحتاج إلى استبدال، ومن أكثر الأنواع شيوعًا مفصل الركبة الصناعي الذي يستخدم لعلاج الحالات المتقدمة من التهاب المفاصل في الركبة، ومفصل الورك الصناعي الذي يساعد في تحسين الحركة لدى الأشخاص الذين يعانون من تآكل المفصل الوركي، كما يمكن استبدال مفاصل أخرى مثل مفصل الكتف، المرفق، والكاحل، تختلف المواد المستخدمة في صناعة المفاصل حسب الحاجة، إذ تصنع بعض المفاصل من المعادن مثل الكوبالت والتيتانيوم، بينما تستخدم مواد بلاستيكية أو خزفية في بعض الأنواع الأخرى لضمان حركة طبيعية وتقليل الاحتكاك

كيفية إجراء عملية استبدال المفصل

تتم عملية استبدال المفصل تحت التخدير الكلي أو النصفي، إذ يقوم الجراح بإزالة المفصل التالف واستبداله بالمفصل الصناعي، تختلف مدة العملية حسب نوع المفصل وتعقيد الحالة، بعد الجراحة، يحتاج المريض إلى فترة نقاهة تشمل العلاج الطبيعي والتأهيل لاستعادة القدرة على الحركة، في بعض الحالات قد يحتاج المريض إلى استخدام العكازات أو الدعامات لفترة معينة حتى يعتاد الجسم على المفصل الجديد

مميزات المفاصل الصناعية وتأثيرها على الحياة اليومية

تساهم المفاصل الصناعية في تحسين جودة حياة المرضى بشكل كبير، إذ تساعد في تقليل الألم المزمن الذي كان يؤثر على الأنشطة اليومية، كما تعيد القدرة على الحركة بشكل طبيعي دون الشعور بالتصلب أو التقييد، تمنح هذه العمليات المرضى فرصة للعودة إلى ممارسة الأنشطة التي كانوا يتجنبونها بسبب الألم، مثل المشي، صعود الدرج، وحتى ممارسة الرياضة الخفيفة، بالإضافة إلى ذلك تتميز المفاصل الحديثة بأنها متينة وتدوم لسنوات طويلة دون الحاجة إلى استبدالها

المخاطر المحتملة لعمليات استبدال المفاصل

على الرغم من الفوائد الكبيرة للمفاصل الصناعية، إلا أن هناك بعض المخاطر التي قد تواجه المرضى بعد الجراحة، مثل خطر العدوى الذي قد يستدعي استخدام المضادات الحيوية أو التدخل الجراحي في بعض الحالات، كما قد يحدث تخثر دموي في الأوردة نتيجة قلة الحركة بعد العملية، لذلك ينصح المرضى بالتحرك تدريجيًا وممارسة التمارين الخفيفة، في بعض الحالات قد يواجه المريض مشكلات في استقرار المفصل الصناعي، مما يستدعي إجراءات تصحيحية أو استبداله بعد عدة سنوات

العناية بالمفصل الصناعي بعد الجراحة

لضمان نجاح العملية والحفاظ على المفصل الصناعي لأطول فترة ممكنة، يجب اتباع بعض الإرشادات الصحية مثل الالتزام بالعلاج الطبيعي لتقوية العضلات المحيطة بالمفصل، تجنب الحركات العنيفة أو الأنشطة التي قد تعرض المفصل للإجهاد، الحفاظ على وزن صحي لتقليل الضغط على المفاصل الصناعية، ومراجعة الطبيب بانتظام لمتابعة حالة المفصل والتأكد من سلامته، كما يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والبروتين لدعم صحة العظام والعضلات

: