إعداد: د. رباب عبدالوهاب


طبّق الناس نماذج مختلفة للأنظمة الغذائية لفقدان الوزن، وللوقاية من الأمراض المرتبطة بالتغذية، وللحفاظ على نوعية حياة صحية ذات جودة عالية. وتوجد أنواع عديدة من الصيام كالصيام النهاري البديل، ونظام الصيام المعدل، والأكل المقيد بالوقت، وصيام شهر رمضان. وصيام شهر رمضان هو الامتناع عن جميع الأطعمة والمشروبات من الفجر حتى غروب الشمس، ويتمّ الصيام لأغراض دينية فقط على عكس طرق الصيام الأخرى. وأياً كان نوع الصيام فقد ثبت أن له تأثيرات إيجابية على العديد من عمليات التمثيل الغذائي، لاسيما على فقدان وزن الجسم. وهناك العديد من الدراسات والنتائج العلمية التي تم التوصل إليها من الجامعات والمراكز البحثية المرموقة والتي تقدم شهادة علمية على أهمية الصيام وفوائده الصحية.

فقد خلصت دراسة علمية حول فوائد الصيام المتقطع بين الفجر والغروب لمدة ثلاثين يوماً وهو ما يشابه صوم شهر رمضان، إلى أن الصوم يقي الجسم من السمنة والسكري والمتلازمة الاستقلابية وينتج عنه إفراز مواد بروتينية مضادة للسرطان ويساعد في علاج الأورام من خلال زيادة فعالية العلاج الكيميائي. ومن فوائد الصيام أيضاً تنظيم إصلاح المادة الوراثية الخلوية في الجينات. كما أن الصيام يصنع بروتينات وقائية ضد الزهايمر والمشاكل العصبية التي تسببها الشيخوخة.

وفي دراسة أخرى تبيّن بأن الصيام يقلّل من مقاومة الأنسولين ويزيد من مناعة الجسم وقدرته على مقاومة الالتهابات، بالإضافة إلى سيطرة الجسم على كمية الشحوم والكوليسترول في الدم. كما يحسّن الصيام من وظائف الدماغ ويساعد على تخفيف الوزن. ويزيد الصيام من إفراز هرمون النمو الذي يُعد مهماً في النمو وعمليات الاستقلاب الجسمي وزيادة القوة وتخفيف الوزن.

وأثبتت دراسة علمية أن توقف استهلاك الكربوهيدرات أثناء الصيام يؤدي إلى انخفاض في معدل الأنسولين في الدم مما يسبب في حرق المخزون من السكريات كمصدر للطاقة وحرق الدهون الضارة وإنقاص الوزن. وإن الصيام يسمح للجهاز الهضمي بالاستراحة والقيام بالإصلاحات اللازمة فيه في فترة الصيام. والصيام لمدة 8 إلى 10 ساعات على الأقل في فترة النهار من اليوم فيه فائدة مهمة، وينصح به لمقاومة الأمراض ومنها السكري.

واتضح في دراسة علمية أن للصيام فوائد عديدة حيث يقلل من تأثيرات الشيخوخة وملامحها على الجسم كما أنه ينقص الوزن، ويخفض الضغط الشرياني المرتفع، وينقص من مستوى الكوليسترول. ومن نتائج الدراسات التي قد تكون أمراً واعداً في علاج السرطانات مستقبلاً هي أن عملية الصيام تقتل الخلايا السرطانية، من منطلق تجويع الخلية السرطانية، ولاسيما نقص السكر مما يسبب دخول الخلايا في مرحلة الموت الخلوي المبرمج.

وكشفت الدراسات أيضاً بأن الصيام يحسّن من تنوع ميكروبات الأمعاء وبكتيريا الأمعاء النافعة مع فوائده العديدة على صحة الأمعاء.

والخلاصة بأن كل هذه الدراسات تؤكد على أن الصيام خلال أوقات النهار (بين 8-10 ساعات على الأقل) يؤدي إلى نتائج مذهلة في الفوائد الصحية والعلاجية، وله العديد من الآثار الإيجابية على صحة القلب ومقاومة الأنسولين وصحة الدماغ والسرطان وصحة التمثيل الغذائي والالتهابات والشيخوخة. ولكن لتحقيق كل هذه الفوائد يجب أن يتم اتباع نمط حياة صحي خلال الصيام وخارج أيام الصيام.

* أكاديمية وباحثة في الطب الجزيئي - عضو جمعية أصدقاء الصحة