الثقة المتبادلة بين الأهل والأبناء هي الأساس لتربية صحية وسليمة فعندما يشعر الطفل بالأمان والراحة في الحديث مع والديه، تقل لديه الرغبة في إخفاء الأمور، حتى لو كانت صعبة أو محرجة، فإذا كنت ترغبين في أن يكون طفلك صريحًا معك ويخبرك بكل ما يدور في ذهنه، فإليك بعض الطرق الفعالة لتعزيز هذه الثقة وفتح قنوات التواصل بينكما.
كوني مستمعة جيدة
من أهم المفاتيح لخلق علاقة مبنية على الثقة مع طفلك هي أن تكوني مستمعة جيدة.
استمعي لطفلك باهتمام كامل عندما يتحدث.
لا تقاطعيه أثناء الحديث.
انظري في عينيه وأظهري اهتمامك بلغة الجسد مثل هز الرأس والابتسام.
لا تردي بطريقة دفاعية أو غاضبة حتى إذا قال شيئًا لا يعجبك.
عندما يشعر الطفل أنك تستمعين له بجدية واحترام سيشعر بالأمان ليفتح قلبه لك.
لا تعاقبيه على الصراحة
إذا اعترف طفلك بارتكاب خطأ أو كشف عن شيء حساس، فكوني متفهمة بدلًا من أن تلجئي إلى العقاب المباشر.
إذا أخبرك بشيء خاطئ فعله، اشكريه على صراحته أولًا.
ناقشي معه بهدوء سبب الخطأ، ووضحي له كيف يمكن تجنبه مستقبلًا.
قدمي له الدعم بدلًا من اللوم.
عندما يشعر الطفل أن الصراحة لن تقابل بالغضب أو العقاب القاسي، سيشعر بحرية أكبر في التحدث معك.
أظهري تفهمك لمشاعره
الأطفال بحاجة إلى الشعور بأن مشاعرهم مفهومة ومقبولة.
لا تقللي من مشاعره أو تستهزئي بها.
شجعيه على التعبير عن مشاعره بالكلمات بدلًا من التصرفات.
عندما يدرك طفلك أنك تتفهمين مشاعره، سيثق بك أكثر ولن يشعر بالحاجة إلى إخفاء ما يشعر به.
ابتعدي عن النقد واللوم المستمر
إذا شعر الطفل بأنه سيتعرض للنقد أو اللوم في كل مرة يعترف فيها بشيء، سيفضل الصمت والإخفاء.
كوني إيجابية عند مناقشة الأخطاء.
ركزي على تصحيح السلوك بدلًا من توبيخه.
عندما يشعر الطفل أن الأخطاء فرصة للتعلم بدلًا من العقاب، سيتشجع على التحدث بصراحة.
كوني قريبة منه في حياته اليومية
التواصل المستمر والاهتمام اليومي بحياة الطفل يعزز ثقته فيك.
اسأليه عن يومه في المدرسة بطريقة ودية.
شاركيه أنشطته المفضلة.
خصصي وقتًا يوميًا للعب أو الحديث معه بدون ضغوط.
عندما يكون التواصل بينكما يوميًا وطبيعيًا، سيفتح الطفل قلبه بسهولة عند مواجهة مشكلة أو موقف صعب.
لا تجبريه على الحديث
إذا شعر الطفل بأنه مجبر على التحدث، فقد يرفض ذلك ويزيد من إخفاء الأمور.
دعيه يتحدث عندما يكون مستعدًا.
كوني صبورة ولا تضغطي عليه للإفصاح عن كل شيء في الحال.
أظهري له أنك موجودة دائمًا للاستماع عندما يكون مستعدًا للكلام.
الطفل بحاجة للشعور بالحرية في الحديث دون ضغط، حتى يشعر بالأمان للبوح بكل ما يفكر فيه.
كوني قدوة في الصراحة والوضوح
الأطفال يتعلمون من خلال الملاحظة.
إذا كنت صريحة مع طفلك في مشاعرك وأفكارك، سيتعلم أن يكون صريحًا معكِ أيضًا.
اعترفي بأخطائك أمامه إذا حدث خطأ ما.
أظهري له أن الصراحة شيء طبيعي وليست أمرًا مخيفًا.
عندما يرى الطفل أنك تتعاملين بصدق مع مشاعرك ومواقفك، سيتعلم أن يفعل المثل.
احترمي خصوصيته
الثقة لا تعني التدخل الزائد في خصوصية الطفل.
لا تفتحي هاتفه أو حقيبته بدون إذنه.
إذا قال إنه بحاجة إلى بعض الوقت لوحده، احترمي رغبته.
كوني قريبة دون أن تكوني متطفلة.
عندما يشعر الطفل بأن خصوصيته محترمة، سيجد سهولة في مشاركتك بما يحدث في حياته.
ماذا لو استمر طفلك في إخفاء الأمور
إذا حاولت تطبيق هذه الخطوات لكن طفلك ما زال يخفي عنكِ بعض الأمور، فلا تقلقي
أحيانًا يحتاج الطفل إلى وقت ليشعر بالأمان التام.
واصلي بناء الثقة خطوة بخطوة.
إذا شعرتِ أن طفلك يخفي أمرًا خطيرًا مثل التنمر أو التعرض للأذى، فحاولي الاقتراب منه بطريقة ودية ولطيفة.