تعد الرغبة المفاجئة في تناول السكريات من الظواهر الشائعة، التي يواجهها الكثير من الأشخاص، خاصة في رمضان، وقد تكون هذه الرغبة ناتجة من أسباب فسيولوجية أو نفسية، ويعتقد البعض أن الحاجة إلى تناول الحلويات تعود فقط إلى العادات الغذائية، إلا أن هناك عوامل أعمق تتحكم في هذه الرغبة، مثل توازن الهرمونات، مستويات الطاقة في الجسم، والحالة النفسية.
عدم استقرار مستوى السكر في الدم
عندما تنخفض مستويات السكر في الدم بشكل مفاجئ، ولا سيما خلال الصيام، يرسل الدماغ إشارات تحث الجسم على تناول أطعمة غنية بالسكر لتعويض النقص بسرعة، ويحدث هذا غالبًا بعد فترات طويلة من الصيام، أو عند تناول وجبات غنية بالكربوهيدرات البسيطة التي تسبب ارتفاعًا سريعًا ثم انخفاضًا حادًا في نسبة السكر بالدم، وعدم توازن مستويات الجلوكوز يدفع الشخص للشعور برغبة قوية في تناول السكريات لتعويض هذا الانخفاض.
التأثير الهرموني ودور الأنسولين
يلعب هرمون الأنسولين دورًا مهمًا في تنظيم مستويات السكر في الدم، وعندما يفرز الجسم كميات زائدة من الأنسولين، كما يحدث عند تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات المكررة، قد يؤدي ذلك إلى انخفاض سريع في مستوى السكر في الدم، مما يحفز الشعور بالجوع، خاصة تجاه الأطعمة السكرية، كما أن هرمونات مثل الكورتيزول (المسؤول عن التوتر) قد تساهم في زيادة الرغبة في تناول السكريات لتعويض الطاقة المفقودة بسبب الإجهاد.
العوامل النفسية والتوتر
تلعب الحالة النفسية دورًا كبيرًا في الرغبة المفاجئة في تناول السكريات، وعند الشعور بالتوتر أو القلق، يلجأ بعض الأشخاص إلى تناول الأطعمة السكرية كوسيلة للشعور بالراحة، ويرجع ذلك إلى أن السكر يحفز إفراز هرمونات السعادة مثل السيروتونين والدوبامين، مما يمنح إحساسًا مؤقتًا بالسعادة والاسترخاء، ومع ذلك، فإن هذا التأثير يكون قصير المدى، وغالبًا ما يتبعه شعور بالتعب وزيادة الرغبة في تناول المزيد من السكريات.
نقص بعض العناصر الغذائية
قد تكون الرغبة المفاجئة في تناول السكريات مؤشرًا على نقص بعض العناصر الغذائية في الجسم، مثل الماغنيسيوم والكروم والزنك، والتي تلعب دورًا مهمًا في تنظيم مستويات السكر في الدم واستقرار الطاقة، ونقص هذه المعادن قد يجعل الجسم يطلب المزيد من السكريات لتعويض هذا النقص.
عادات غذائية غير متوازنة
اتباع نظام غذائي غير متوازن يعتمد على الأطعمة المصنعة والكربوهيدرات البسيطة قد يؤدي إلى تقلبات حادة في مستوى السكر في الدم، مما يزيد من احتمالية الشعور برغبة مفاجئة في تناول السكريات، والأشخاص الذين لا يحصلون على كمية كافية من البروتينات والألياف في وجباتهم يكونون أكثر عرضة لهذا الشعور، لأن هذه العناصر تساعد في استقرار مستوى الجلوكوز في الدم لفترات أطول.