عواصم - (وكالات): صعد المسؤولون في إيران وإسرائيل من هجومهم الإعلامي، في إشارة إلى الحرب الكلامية والاستخباراتية الدائرة حالياً بينهما، وتهديدات تل أبيب بضرب إيران و»حزب الله» في لبنان. من جهته، أعلن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني إسماعيل كوثري أن «إيران تمتلك صوراً التقطتها طائرة استطلاع تابعة لحزب الله فوق إسرائيل». وقال كوثري في تصريح تلفزيوني إن «طائرة أيوب بدون طيار التي اخترقت أجواء الكيان الإسرائيلي مؤخراً تمكنت من تصوير المراكز الحساسة لكيان الاحتلال وإرسالها بشكل مباشر»، مؤكداً أن «الصور التي التقطتها الطائرة هي الآن بيدنا». وتابع «بإمكان إيران صناعة طائرات بدون طيار قادرة على حمل السلاح». وحذر «لذلك نقول إن إسرائيل إذا ما أقدمت على أقل عمل عدواني ضدنا فإن دائرة الرد ستكون على مستوى الإقليم». وقال رداً على سؤال عما إذا كان «حزب الله» اللبناني يملك طائرات بلا طيار أكثر تطوراً «بالتأكيد لكن حزب الله لا يعلن ذلك إلا عندما يرى ذلك مناسباً»، مشيراً إلى أن «دائرة هذه الإمكانيات هي أوسع من ذلك بكثير». وأعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في 6 أكتوبر الجاري أن «حزبه أرسل طائرة بدون طيار متطورة فوق إسرائيل قال إنها صنعت في إيران وجرى تجميعها في لبنان». وقال نصرالله يومها في كلمة بثها تلفزيون «المنار» التابع لحزبه إن «المقاومة أرسلت طائرة استطلاع متطورة من الأراضي اللبنانية باتجاه البحر وسيرتها مئات الكيلومترات فوق البحر ثم اخترقت إجراءات العدو الحديدية ودخلت إلى جنوب فلسطين المحتلة وحلقت فوق منشآت وقواعد حساسة ومهمة لعشرات الكيلومترات». وأعلن وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي أن «إيران تملك حالياً طائرات بدون طيار أكثر تطوراً من الطائرة التي أرسلتها قوات حزب الله فوق أراضي النظام الصهيوني».من ناحية أخرى، نقل تلفزيون برس تي.في الإيراني عن وحيدي قوله إن بلاده ليس لديها خطة لإغلاق ممرات الملاحة الحيوية في مضيق هرمز. في غضون ذلك، أعلنت إيران أن المجموعة الـ 22 للقطع البحرية التابعة للجيش الإيراني رست في ميناء بورسودان شمال شرق السودان. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن مجموعة القطع البحرية الإيرانية التي تضم حاملة المروحيات «خارك» ومدمرة الشهيد الادميرال «نقدي» توجهت إلي المياه الحرة «بهدف إعلان رسالة السلام والصداقة وحفظ أمن خطوط النقل والملاحة البحرية لمواجهة ظاهرة القرصنة البحرية». وسيلتقي قادة ومسؤولو مجموعة القطع البحرية بقادة القوات البحرية السودانية خلال فترة إرساء المجموعة الـ 22 للقطع البحرية التابعة للجيش الإيراني في ميناء بورسودان.في الوقت ذاته، أفاد تقرير صحافي إسرائيلي أن قصف مصنع «اليرموك» للأسلحة في العاصمة السودانية الخرطوم الأسبوع الماضي استهدف شحنات أسلحة متطورة من صنع إيراني كانت سترسل إلى قطاع غزة وليس مصنع الأسلحة نفسه. ونقل المحلل العسكري في موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، رون بن يشاي، عن مصدر غربي قوله إنه «لو وصل قسم صغير من هذه الأسلحة إلى غايتها في قطاع غزة لكان من شأنها أن تشكل تهديداً خطيراً على إسرائيل والجيش الإسرائيلي».وتابع التقرير الإسرائيلي أن «شحنة الأسلحة التي تم قصفها الأسبوع الماضي شملت صواريخ إيرانية من طراز «فجر» وربما صواريخ أكثر تطوراً يزيد مداها عن 70 كيلومتراً، وصواريخ مضادة للطائرات وربما صواريخ أرض بحر من صنع إيراني». واعتبر بن يشاي أنه «لا يوجد دليل لدى السودان بأن الطيران الإسرائيلي نفذ الغارة ضد مصنع «اليرموك».وفي سياق آخر، أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن «إيران قادرة على إحلال الأمن في الخليج، بل وتوفره من خلال استخدام القدرات الإقليمية»، فيما أشار إلى أن «بلاده لن تبدأ في أي حرب تشهدها منطقة الخليج»، في إشارة إلى الحرب الكلامية والاستخباراتية الدائرة حالياً بين طهران وتل أبيب، وتهديدات الأخيرة بضرب إيران و»حزب الله» في لبنان، وفقاً لقناة «العربية». وأضاف أحمدي نجاد في حفل تكريم قائد البحرية الأميرال حبيب الله سياري بمنحه وسام الدولة، وعدد من الكوادر والمسؤولين المعنيين في مدمرة «جماران» المحلية الصنع، في مدينة بندر عباس جنوب إيران أن «الشعب الإيراني لم يكن يوماً ما شعباً مهاجماً، وقد أثبت التاريخ في الوقت نفسه أنه مدافع جيد جداً، ولو أراد أي طرف أن يعتدي على وحدة الأراضي الإيرانية فإن شعبنا سيتصدى له بشكل يجعله يجر وراءه أذيال الخزي والعار»، موضحاً أن «الخليج يتعرض للخطر عندما يتواجد فيه الأجانب».
تصاعــــد الحـــــرب الكـــلامـــيـــــة بين طـــهــران وتــــل أبيب
30 أكتوبر 2012