تداخل الذكاء الاصطناعي بصورة كبيرة مع جميع المجالات، وأصبح الاعتماد عليه شبه كلي سواءً داخل العمل أو في الجوانب الترفيهية، ولكن لم يتساءل الكثيرون عن الضريبة الحقيقية التي تختبئ خلف هذا الأمر.
وتعتمد تقنية الذكاء الاصطناعي على استراتيجية التزييف العميق والتي تعمل على تغيير المعطيات المدخلة إلى النظام وتحويلها إلى محتوى بصري خداع عن طريق التعلم العميق والشبكات العصبية ولكن من المؤكد أن هناك ضحايا بالطبع.
نماذج التدريب وآلية الخداع
وكشف خبراء الأمن السيبراني من شركة "Cisco" العالمية عن خطورة أتمتة الهجمات الإلكترونية المنفذة من خلال الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى تصميم المحتوى المضلل أو الحملات الإعلانية التشويهية.
يعتمد الذكاء الاصطناعي على جمع كميات هائلة من البيانات من أجل استخدامها في عملية تدريب النماذج لإنتاج المحتوى، خاصة الصور ومقاطع الفيديو التي يتم جمعها سواءً من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو المدخلات التي يتم إرسالها من المستخدمين لإنتاج صور ومقاطع فيديو وتصميم لقطات معينة حسب الطلب.
ولكن لا تنتهي مهمة الذكاء الاصطناعي فقط عند إنتاج المحتوى المطلوب حسب المعطيات، ولكن تستخدم الصور ومقاطع الفيديو بعد ذلك باعتبارها وسيلة تدريبية، ويتم التلاعب بها لإنتاج المحتوى المخصص للنشر.
حملات التشويه برعاية الذكاء الاصطناعي
في عالم الجريمة ليست الآلة هى المذنب الوحيد ففي بعض الأحيان يقع البعض فريسة الاستغلال والابتزاز، حيث يستخدم الكثير وسائل التكنولوجيا الحديثة في تنفيذ الحملات التشويهية والتخطيط لعمليات الابتزاز الإلكتروني سواءً لجمع المال من الضحايا أو إيذائهم وتشويه صورتهم.
تشتيت العقل وأزمة التواصل الاجتماعي
تحدثت الدكتورة سارة لاشين أخصائي العلاقات الأسرية، عن خطورة الذكاء الاصطناعي في عصر انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أكدت على خطورة إنتاج المحتوى المفبرك بواسطة الذكاء الاصطناعي بصورة كبيرة على صفحات الإنترنت حيث عبرت عن أزمة كبيرة تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي بسبب المقاطع المزيفة والتي تسبب تشتت العقل وعدم القدرة على إدراك المحتوى المعروض خاصة على الأطفال حيث يصعب على الشخص استيعاب بعض مقاطع الفيديو المفبركة والتي تهدف في بعض الأحيان إلى التلاعب بالعقول وإصابة الفكر.
وأضافت لاشين خلال تصريحات صحفية، أن هناك أضرارًا جسيمة على العقل البشري والشعور الواعي من المحتوى المضلل، وقد ينتج عنها زيادة مشاعر الخوف أو تنمية الرغبة في السلوكيات الخطيرة والتشجيع على ارتكاب الجرائم، وليس هذا فحسب بل أكدت لاشين على اتجاه المثير من الشباب نحو الانتحار بعد نشأة علاقات عاطفية قوية مع مخرجات الذكاء الاصطناعي أو التعلق الزائد بالشخصيات المصممة بواسطة الذكاء الاصطناعي ومقاطع الفيديو غير الواقعية والتي لا تمت إلى واقعنا الحقيقي بصلة.