يعد الصداع في الجزء الخلفي بالدماغ من المشكلات الصحية التي قد تواجه العديد من الأشخاص، وتتفاوت أسبابه بين التوتر العضلي والمشكلات العصبية الأكثر تعقيدًا، وقد يكون هذا الألم خفيفًا ومستمرًا، أو شديدًا يؤثر في القدرة على القيام بالأنشطة اليومية، ويعتمد تحديد السبب الدقيق على طبيعة الصداع والأعراض المصاحبة له، حيث إن بعض الحالات قد تكون مؤقتة وبسيطة، بينما تتطلب حالات أخرى تدخلاً طبيًا عاجلاً.
أسباب الصداع في الجزء الخلفي من الدماغ
الصداع الناتج عن التوتر العضلي يعتبر أحد الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى الشعور بالألم في الجزء الخلفي من الرأس، ويحدث هذا النوع من الصداع عندما تتوتر عضلات الرقبة والكتفين نتيجة الجلوس لفترات طويلة بوضعية غير صحيحة، أو بسبب الإجهاد البدني والذهني، ويتصف هذا الصداع بشعور ضاغط في المنطقة الخلفية من الرأس ولا يصاحبه غالبًا أعراض مثل الغثيان أو الحساسية للضوء.
ويمكن أن يكون الصداع النصفي العنقي سببًا رئيسيًا للألم في هذه المنطقة، وينشأ هذا النوع نتيجة مشكلات في الفقرات العنقية أو الأعصاب الموجودة في الرقبة، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بتيبس في الرقبة وألم يمتد إلى الجبهة أو العينين، وقد يكون هذا الصداع مرتبطًا بإصابات سابقة في الرقبة أو التهاب المفاصل العنقي، وغالبًا ما يتحفز نتيجة لحركات معينة أو بسبب الجلوس لفترات طويلة بوضعية غير مريحة.
ويعتبر الصداع العنقودي من أكثر أنواع الصداع ألمًا، على الرغم من ندرته، ويتميز بنوبات شديدة من الألم قد تستمر لأسابيع، وعادةً ما تتركز حول العين لكنها قد تمتد إلى الجزء الخلفي من الرأس، وهذا النوع من الصداع يكون مصحوبًا بأعراض مثل احمرار العين، انسداد الأنف، وزيادة الدموع، وغالبًا ما يحدث بشكل مفاجئ دون سبب واضح، وارتفاع ضغط الدم قد يؤدي إلى الشعور بصداع شديد في الجزء الخلفي من الدماغ، خاصة إذا كان الضغط مرتفعًا للغاية.
وفي بعض الحالات يكون هذا الصداع مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الدوخة، تشوش الرؤية، وطنين في الأذن، ويعتبر الصداع المرتبط بارتفاع الضغط علامة تحذيرية، ويجب على المصاب مراجعة الطبيب لقياس الضغط واتخاذ التدابير اللازمة لتجنب أي مضاعفات خطيرة مثل السكتات الدماغية.
متى يكون الصداع في الجزء الخلفي من الدماغ مقلقًا؟
قد يكون الصداع في الجزء الخلفي من الدماغ مؤشرًا على مشكلات صحية خطيرة، خاصة إذا كان مفاجئًا وشديدًا أو مصحوبًا بأعراض غير معتادة مثل فقدان التوازن، وضعف في الأطراف، واضطرابات في الرؤية، أو صعوبة في التحدث، وفي مثل هذه الحالات يجب التوجه فورًا إلى الطبيب، حيث يمكن أن يكون الصداع ناتجًا عن نزيف دماغي أو ورم في المخ.