عن الصادق (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقسم لحظاته بين أصحابه فينظر إلى ذا وينظر إلى ذا بالسوية قال: ولم يبسط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجليه بين أصحابه قط وإن كان يصافحه الرجل فما يترك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يده من يده حتى يكون هو التارك فلما فطنوا لذلك كان الرجل إذا صافحه قام بيده فنزعها من يده.وروي أنه كان أوقر الناس في مجلسه لا يكاد يخرج شيئاً من أطرافه وكان خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء وكان أعف الناس وأشدهم إكراماً لأصحابه لا يمد رجليه بينهم ويوسع عليهم إذا ضاق المكان ولم يكن ركبتاه تتقدمان ركبة جليسه.وكان كثير السكوت لا يتكلم في غير حاجة يعرض عمن تكلم بغير جميل وكان ضحكه تبسماً وكلامه فصلاًهذاجزء من الاخلاق الفاضلة التي يتحلى بها النبي المصطفى صلى الله عليه واله والذي يمثل لنا القدوة والمثل الاعلى قال تعالى : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}وتعتبر الاخلاق الفاضلة وسيلة محاكاة للوجدان الانساني ومن خلالها تعطي انعكاسا للشخصية التي تتصف بها بل هي التطبيق العملي المحسوس الذي تسشعر الناس من خلاله مصداقية ماجاء نظريا من ارشادات ومواعظ فليس من الصحيح ولا يمكن توقع نسبة تأثير ايجابية اذا اقتصرت الاخلاق فقط على الجانب النظري مالم يكن هناك تطبيق واقعي لها خصوصا ممن تصدى لتحمل المسؤولية في قيادة المجتمع ليكون لهم المثل الاعلى وبما ان المجتمع الاسلامي يرتبط اليوم برموز عناوين دينية تمثل له الامتداد لخط الرسالة والنبوة والامامة والخلافة فهو بحاجة ان يلمس واقعية ذلك الامتداد ومدى ارتباطه وصلته بصاحب الخلق العظيم فالمجتمع لايتفاعل فقط بمستوى الخطابات والارشادات والمواعظ مالم يلمس تجسيد حقيقي وواقعي لها لكي يعيش حالة من التواصل بين الحاضر والماضي ويزداد اطمئنانا ويقينا بماينقل له عن خلق النبي صلى الله عليه واله ولايتصورها اخلاق مستحيلة التطبيق لأنها لو كانت كذلك لما وجه الشارع المقدس بضرورة الاقتداء بها وبصاحبها كما انه لايفهم مما اشرنا اليه اننا نقارن بين اخلاق المصطفى صلى الله عليه واله وبين مرجع دين فلامقارنة ولاقياس مع كمال النبي صلى الله عليه واله وبين مرجع التقليد لكننا نتحدث عن اقتداء وأقتفاء اثر وارتباط وامتثال وتجسيد وتطبيق لذلك النهج الاخلاقي المحمدي الاصيل وما احوجنا الى تلك الاخلاق الحسنة وأن نعيشها بشكل محسوس وعن قرب وبدون تصنع او تظاهر بل هي ملكات نفسانية راسخه لدى صاحبها وهذا ماظهر جليا في سلوك وخلق المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني دام ظله المبارك فمن حيث استقباله للوفود الزائرة المهنئة بولادة النبي صلى الله عليه واله تجد حفاوة وحسن الضيافة والاستقبال ببشر حسن وتبسم وتفاعل مع المهنئين بمختلف طبقاتهم الاجتماعية او الاكاديمية كبارهم وصغارهم من شيوخ وشباب واطفال واذا جالسهم فيكون جلوسه التواضع والتذلل بينهم يطرق رأسه الى الارض خجلا اذا سمع مديحا وثناءا بشعر او غيره من محب تنهمر عيونه بالدموع اذا يرى باكيا ويبتسم لكل مبتسما لايمد رجليه امام جلسائه ويغطيهما بعبائته كثيرا ما يكون جلوسه كجلوسه في الصلاة يمازح اصحابه بألطف الكلام وأطيبه وأحكمه ينصحهم اذا رأى مايستوجب النصح لهم وبلطف وتبسم وأن استوجب النصح والامراو النهي عتبا وشده فيفعل ذلك يتفقد اصحابه ويسأل عن احوالهم يكون اكثر سرور وراحة وبهاءا اذا سره امر ويظهر ذلك على وجهه خصوصا بالمناسبات الدينية التي تتضمن الافراح ويظهر الحزن جليا على وجه اذا كان هناك مايحزنه بمناسبة ما او غيرها يتواضع للمعاق والطفل والشيخ الكبير بشكل واضح ويجثوا على ركبتيه ليحتضنهم ويصافحهم ويبادلهم التهاني والحديث ويدعوا لهم بالحفظ بصورة عامة وبالشفاء لمن يساله الدعاء يمسح على رؤوسهم وجنوبهم ويشعر المقابل بالاطمئنان والارتياح ,يتقبل الهدية كما كان يتقبلها رسول الله صلى الله عليه واله مهمها كان نوعها عادي بنظر الناس وبسيطة وكل ماذكرنا من اخلاق فاضله ماهي الا تطبيقا وتجسيدا لأخلاق النبي وأهل بيته عليه وعليهم الصلاة والسلام ولسنا ممن يغالي او يبالغ بل هذا ما لمسناه عن قرب ومعايشه بل بأمكان الشخص ان يكلف نفسه بزيارة يوم الخميس او الجمعة الى برانيه في كربلاء المقدسه ويطلع اكثر على خلق هذه المرجعية العراقية العربية وأليكم جانب من الصور المعبره عما تطرقت اليه من خلق هذه المرجعية الرساليةالكاتب زيدون الزيدي
المرجع العراقي العربي والتخلق بأخلاق الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله
International
المرجع العراقي العربي والتخلق بأخلاق الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله
13 فبراير 2013