كتب - حسن الستري:وضع وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي أمس، حجر الأساس لمقر مبنى الجامعة العربية المفتوحة ـ فرع البحرين بمنطقة عالي، نيابة عن راعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الممثل الشخصي لصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس أمناء الجامعة.يوضع المشروع على مساحة 10 آلاف م2، وبمساحة طابقية قدرها 20 ألف م2، وتتسع لـ2600 طالب، و210 مواقف للسيارات، ومن المتوقع إنجاز المشروع نوفمبر 2013 بكلفة 24 مليون دولار أمريكي.تتكون الجامعة من 12 صفاً دراسياً بمجموع 360 كرسي، ومختبرين للغات بمجموع 60 كرسياً، و6 مختبرات حاسب آلي بمجموع 180 كرسياً ومدرج محاضرات يستوعب 250 طالباً.وأكد الأمير تركي بن طلال أن البحرين سباقة في دعم التعليم بصفة عامة والجامعة العربية المفتوحة بصفة خاصة، فهي تدعم برنامج الخليج العربي للتنمية، لافتاً إلى أن وضع حجر أساس الجامعة يوم فرحة وتفاؤل وتفاعل مع الواقع.وقال النعيمي "اليوم نحتفل بوضع حجر أساس المبنى على أرض تكرم بها جلالة الملك المفدى، وإنشاء الفرع يخدم سياسة التعليم في البحرين، لأن مجلس التعليم العالي أصدر لوائحه عام 2007 وحدد فيها اشتراطات إدارية وأكاديمية وإنشائية، ونصّت اللوائح في الجانب الإنشائي على أن تُنشئ الجامعات الخاصة مبانٍ لها تضمن من خلالها التعليم المناسب للطلبة لجهة المساحة والتجهيز”.وأضاف "حددنا عدد الطلبة المقرر استقبالهم بحيث نضمن لهم الجو المناسب ونحفظ حقوقهم وحقوق أولياء أمورهم، ووجود الجامعة العربية المفتوحة يعزز من الخدمات التعليمية في المملكة”، مهنئاً القائمين عليها ومباركاً لهم الحدث المهم باعتباره يسهم في تقديم الخدمات التعليمية للطلبة.وبين النعيمي أن مكتب التربية العربي يضم دول مجلس التعاون واليمن، وله تجربة وحدوية متقدمة وناجحة، ويتولى التعامل مع وزارات التربية والتعليم، وهي بدورها وضعت أهدافاً جديدة يجب أن يسير عليها مكتب التربية العربي، وأهمها التركيز بصورة أكبر على المنظومات الجديدة وتقديم الدعم الفني من وزارت التربية والتعليم باعتبارها بيت خبرة يقدم منظومات تكنولوجية لا مفر من استخدامها، وطرق التدريس الجديدة وكيفية لتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة وتدريب المعلمين بطرق جديدة، وهي مهام أُنيطت بالمكتب إضافة إلى تقديم برامج مشتركة للطلبة في الدول الأعضاء بطريقة تساهم بمزيد من التعارف والتقارب بين الدول الأعضاء.وحول خطة الوزارة لتطوير التعليم، أوضح النعيمي "في البحرين هيئة لضمان جودة التعليم، وهي هيئة مستقلة لا تخضع لوزير التربية ولا لوزير العمل، تراجع البرامج الأكاديمية وترفع قرارات إلى مجلس التعليم العالي ويأخذها المجلس بعين الاعتبار، وعلى ضوئها هناك جامعات تم إيقاف القبول فيها وهناك جامعات سمح بقبول عدد معين في بعض البرامج والقصد التأكد أن ما يقدم للطلبة الدارسين فيها تعليم مناسب، لأن سوق العمل متحرك ومتغير، وخريجي الجامعات لهم الحق في الحصول على التعليم المناسب”.وأشاد النعيمي برعاية سمو رئيس الوزراء حفل وضع حجر أساس الجامعة، مؤكداً أن سموه يحرص دوماً على تشجيع الاستثمار في التعليم والتعليم العالي حتى تكون البحرين مركزاً إقليمياً جاذباً للتعليم والتدريب انسجاماً مع ريادتها التعليمية.وقال النعيمي إن المبنى الجديد يُشاد على أرض تفضل عاهل البلاد المفدى بوهبها لوزارة التربية والتعليم، لافتاً إلى أن الجامعة تتسع عند اكتمال إنشائها لأكثر من 2600 طالب وطالبة.وثمّن دور الجامعة في إعداد وبناء الكوادر الوطنية والخليجية والعربية من خلال برامج تسعى للاستجابة لمتطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي.وأكد أن مجلس التعليم العالي وأمانته العامة حرصاً منذ نشأتهما على إعادة هيكلة قطاع التعليم العالي وتطويره وإعادة تنظيمه، وكان بمقدمة الأولويات العناية القصوى بالجانب الأكاديمي في البداية لارتباطهما بشكل مباشر بنوعية البرامج المقدمة للطلبة، لافتاً إلى أن الجامعات الخاصة منحت المهل اللازمة لتوفيق أوضاعها في هذا الصدد.وأوضح أن الجانب الإنشائي بكافة جوانبه ومتطلباته كان من لوازم تجويد الخدمة الجامعية العصرية، مضيفاً "ألزمت اللائحة الإنشائية الجامعات باعتماد المعايير والشروط المنصوص عليها في اللائحة من مساحات لازمة وفضاءات للتدريس والمحاضرة ومختبرات علمية ومكتبات، وغيرها من المتطلبات الإنشائية مع مراعاة توفر شروط الأمن والسلامة والتناسق اللازم بين أعداد الطلبة والبرامج والمدرسين من ناحية والقدرة الاستيعابية للمباني من ناحية ثانية، واضطر مجلس التعليم العالي إلى تحديد سقوف أعداد الطلبة في مختلف الجامعات الخاصة وفقاً لهذه المعادلة بما يضمن القدر المطلوب من الجودة”.وأضاف أن العملية الإنشائية مكلفة وتحتاج إلى تمويل وجهود كبيرة لإنجازها، مبيناً أن مجلس التعليم العالي منح الجامعات الخاصة الوقت اللازم لتعديل أوضاع المباني التي تشغلها، أو إنشاء مقرات جديدة لها منسجمة مع الطموح الأكاديمي والعلمي الذي تعبّر عنه هذه الجامعات، لتعزيز مصداقيتها بين الطلبة وأولياء أمورهم ولتكون جاذبة وقادرة على التنافس العلمي والأكاديمي. وقال "من حُسن الطالع أننا نلتقي اليوم لوضع حجر الأساس لفرع الجامعة، لتكون الثالثة ضمن سلسلة الجامعات الخاصة التي تنشئ مبناها الخاص، تأكيداً على ترسّخ وجودها في البحرين وثقتها في المستقبل، وحرصها على أن يكون الاستثمار في التعليم العالي موازناً بين الكم والنوع في ذات الوقت”.وجدد التأكيد أن وزارة التربية والتعليم ومجلس التعليم العالي وأمانته العامة على أتم الاستعداد دائماً لتقديم الدعم والمساندة للاستثمار في التعليم العالي، وفقاً للمعايير والشروط والالتزامات المنصوص عليها في قانون التعليم العالي واللوائح المنظمة له، بما يضمن الموازنة بين نجاعة الاستثمار وجودة المخرجات، حفاظاً على مصالح الطلبة في الحصول على تعليم عال ذي جودة ومصداقية. من جهته رد سمو الأمير تركي بن طلال على سؤال صحافي عن الدول التي تنوي الجامعة افتتاح مقرات فيها، أن اليمن وقعت مذكرة تفاهم مع الجامعة، مستدركاً "لكن هدأت الأمور نتيجة ظروف اليمن العام الماضي، ويتوقع المضي فيها مستقبلاً، أما فلسطين فينتظر تحديد الأرض ليتم البناء والسودان في الطريق، وكذلك جميع الدول العربية، ويتوقف هذا على حاجة البلد والتسهيلات المقدمة، لأن الجامعة غير ربحية، وهي تأمل تعاون الدولة والمجتمع ورجال الأعمال ومتى ما تحقق يُفتتح فرع للجامعة”.وقال "بدا الفرع الجديد في الرياض ومن المؤمل انتهاؤه بعد شهر، ففي المملكة العربية السعودية نصف عدد طلاب الجامعة في الرياض وجدة والمدينة وحائل والمنطقة الشرقية، ولكن يهمنا النوعية، فشروط القبول في الجامعة مرنة ولكن الدراسة فيها نوع من الصعوبة، فالناس تستسهل الدخول ولكن يستصعبون الاستمرار في الجامعة”.وعبر سموه في كلمته نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز، عن جزيل شكره وامتنانه للبحرين ملكاً وحكومة وشعباً، على ما تتفضل به من كريم الاستضافة والاحتضان للجامعة العربية المفتوحة.وأكد أن التسهيلات المميزة التي تتلقاها الجامعة جعلت فرع البحرين من أكثر الفروع تميزاً سواء بالبرامج الجديدة، أو المبادرات المجتمعية النافعة، لافتاً إلى أن وضع حجر أساس المقر الجديد في المنامة هو خطوة تعزز مكانة الجامعة العربية المفتوحة في هذا البلد الكريم.وقال "هذا الجهد ليس بمستغرب على البحرين، لأنها دوماً متطلعة إلى المستقبل الأفضل، ومبادرة في الأعمال الجليلة التي تخدم الأمة، وإننا لنذكر بالخير كله مباركتها وتأييدها تأسيس برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند” قبل أكثر من 3 عقود، وهي باستمرار سباقة في الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه "أجفند” لتتواصل مشروعاته التنموية، وهذه الجامعة واحدة منها”.ورفع الأمير تركي بن طلال أسمى آيات التقدير لجلالة الملك المفدى على توجيهاته وكريم تجاوبه مع رسالة "أجفند”، وإلى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء.ولفت إلى أن تأسيس الجامعة العربية المفتوحة تم في إطار معايير الجودة العالمية للتعليم الجامعي، عاداً إياها استجابة حقيقية لاحتياجات المجتمعات العربية للإسهام في توفير الفرص المتكافئة أمام الشباب، وتقديم تعليم يمكن الشباب من امتلاك مفاتيح العصر في المعرفة والمهارة وارتياد المستقبل.ونبه إلى أن ذلك يرتكز على دراسة الجدوى الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية التي قامت عليها الجامعة، مؤكداً أن ما تحقق خلال 10 سنوات من عمر الجامعة أمر جدير بالإشادة والتقدير.وأوضح أن المشروع الضخم بتشييد وتجهيز مباني المقر الرئيس والفروع، وما ينطوي عليه المشروع من بنى تحتية هو ضمان آخر لتأمين شروط الجامعة نحو تحقيق أهدافها، متوجهاً بالشكر إلى من دفعوا المشروع باتجاه أهدافه، وأسهموا بالمال أو بالمشورة، حتى اكتمل مبنى المقر الرئيس ومباني 3 فروع في المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الكويت وجمهورية مصر العربية.
النعيمي يضع حجر أساس الجامعة العربية المفتوحة بـ24 مليون دولار
02 نوفمبر 2012