في ظل الانتشار السريع للتطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي تقدم العديد من المساعدات سواء في مجال الكتابة أو الترجمة الفورية فضلا عن تقديمها وصفات للطعام وأماكن الترفيه، والكثير من الأشياء التي تساعد الإنسان في مختلف مجالات حياته العملية والخاصة، تتردد مخاوف متزايدة حول تأثير هذا التقدم على قدراتنا العقلية، حيث أصبح البعض يتداول مصطلح "تعفن الدماغ" للإشارة إلى ما يرونه تراجعًا في مهارات التفكير النقدي والذاكرة والتركيز.
ما المقصود بتعفن الدماغ؟
مصطلح "تعفن الدماغ" ليس تشخيصًا طبيًا، بل وصفٌ شعبيٌّ لتدهور القدرات الذهنية نتيجة الاعتماد المفرط على أدوات خارجية ويتضمن ذلك:
- تراجع القدرة على التركيز لفترات طويلة.
- ضعف الذاكرة قصيرة المدى.
- انخفاض مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات دون مساعدة تقنية.
كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على وظائف الدماغ؟
الاعتماد على التفكير الخارجي
عندما نعوّل على محركات البحث والمساعدات الذكية لإيجاد المعلومات الفورية، تقل لدينا الحاجة لحفظ التفاصيل أو استرجاعها من الذاكرة وهذا شبيه بالاعتماد على جي بي أس بدلا من حفظ الطرق؛ لنصل إلى الوجهة.
تشتت الانتباه
التطبيقات الذكية مصممة لجذب الانتباه فالإشعارات المستمرة، والتوصيات المباشرة، والتنقل السهل بين المحتوى قد يقوّض قدرتنا على التركيز المتواصل ويؤدي إلى ما يُعرف بـالتفكير المُجزّأ.
تأثير الترجمة الفورية والكتابة التلقائية
أدوات مثل الترجمة الآلية وتصحيح النصوص تُسرّع الكتابة والتواصل، لكن قد تقلل من الممارسة الحقيقية للكتابة والصياغة اللغوية، فتضعف مهاراتنا التعبيرية تدريجيًا.
الدلائل العلمية بين القلق والتفاؤل
أظهرت بعض الأبحاث أن الاعتماد المفرط على محركات البحث قد يقلل من قدرة الأفراد على تذكر المعلومات بأنفسهم، لكن دون تأثير دائم في حال وُزِن بين الاعتماد عليها والتعلم النشط.
استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التحليل قد يحفز قدرات التفكير النقدي في حال استُخدمت كأداة مساعدة، لا بديلًا كاملًا.
بينما يؤدي التشتت إلى تراجع في الانتباه، فإن تنظيم استخدام التقنية كضبط أوقات الإشعارات وتخصيص فترات خالية منها يُظهر تحسنًا في القدرة على التركيز والإبداع.
كيف نقي أنفسنا من تعفن الدماغ؟
الموازنة بين الاعتماد والتعلم، لذا استخدم الذكاء الاصطناعي للحصول على المعلومات بسرعة، لكن احرص على تدوين الملاحظات وحفظ المفاهيم الأساسية.
خصص أوقاتًا يومية أو أسبوعية للابتعاد عن الشاشات والتركيز على القراءة العميقة أو الكتابة اليدوية.
مارس ألعاب الذاكرة والألغاز، وشارك في نقاشات تحفّز التفكير النقدي دون الاعتماد على مساعدة تقنية فورية.
اضبط الإشعارات، واستخدم تطبيقات لإدارة الوقت والتركيز، واجعل الأدوات الذكية في خدمتك وليس العكس.