تحوّل نظام ويندوز 10 منذ إصداره في يوليو 2015، إلى ركيزة أساسية في استخدامات ملايين الأشخاص حول العالم، ومع اقتراب تاريخ انتهاء دعمه الرسمي في أكتوبر 2025؛ يجد المستخدمون أنفسهم أمام معضلة غير مسبوقة، لا سيما أن عددًا هائلًا من الحواسيب ما زالت تعمل بهذا النظام دون وجود طريق واضح للترقية.

موعد انتهاء دعم ويندوز 10.. وما يعنيه

في الرابع عشر من أكتوبر 2025 سيتوقف نظام ويندوز 10 عن تلقي التحديثات الأمنية من مايكروسوفت، باستثناء من يدفعون مقابل الاشتراك في برنامج الدعم الممتد، وهذا لا يعني أن الحواسيب ستتوقف عن العمل، بل ستستمر في أداء وظائفها كالمعتاد، ولكنها ستكون مكشوفة أمام الهجمات الإلكترونية، دون أي حماية رسمية من الثغرات الجديدة.

عدد الأجهزة المتأثرة عالميًا

تشير البيانات المستندة إلى مصادر متعددة، منها تحليلات الزيارات للمواقع الحكومية الأمريكية، إلى أن أكثر من نصف الحواسيب العاملة حاليًا ما زالت تعتمد على نظام ويندوز 10، وحتى مع تسارع اعتماد ويندوز 11؛ لا تزال النسبة المئوية للانتقال إلى النظام الأحدث "منخفضة"، وهو ما يجعل التوقعات تشير إلى أن مئات الملايين من الأجهزة ستظل تعمل بويندوز 10 عند حلول نهاية الدعم، أي ما يقرب من 35% من إجمالي الأجهزة.

من هم مستخدمو ويندوز 10 بعد نهاية الدعم؟

الجزء الأكبر من هذه الأجهزة يعود لمستخدمين لا تنطبق عليهم متطلبات ويندوز 11، والأجهزة القديمة نسبيًا أو تلك التي صممت بمعايير محدودة لأسباب تتعلق بالسعر، لا يمكنها ببساطة تشغيل النظام الجديد، بالإضافة إلى ذلك لا يزال عدد من المؤسسات الكبرى يُفضل التأني في عملية الانتقال إلى ويندوز 11 لأسباب تتعلق بالبنية التحتية والدعم الفني، وهناك أيضًا مجموعة من المستخدمين يرفضون التحديث لأسباب شخصية تتعلق بعدم رضاهم عن التغييرات التي جلبها النظام الجديد.

هل ستمدد مايكروسوفت فترة الدعم؟

رغم وجود سابقة تاريخية مع ويندوز إكس بي، وويندوز 7، حيث قدمت الشركة تحديثات طارئة بعد انتهاء الدعم الرسمي؛ إلا أن كل المؤشرات الحالية تدل على أن مايكروسوفت لن تتراجع عن قرارها بإنهاء دعم ويندوز 10 في موعده المقرر، بل إن الشركة قدّمت خيار الدفع مقابل الدعم الممتد لـ 3 سنوات إضافية، مما يعكس رغبتها في حصر الدعم في نطاق المؤسسات فقط، وليس المستخدمين الأفراد.

الخيارات المتاحة أمام المستخدمين

يجد كثير من المستخدمين أنفسهم أمام خيارات محدودة، تبدأ من محاولة تثبيت نظام ويندوز 11 بطرق غير رسمية على أجهزة غير مدعومة، وصولًا إلى الاعتماد على أنظمة تشغيل بديلة مثل لينوكس أوChromeOS Flex، رغم أن هذه الحلول تتطلب درجة من المعرفة التقنية، مما يجعلها غير عملية لفئة واسعة من الناس، أما الخيار الأكثر احتمالًا؛ فهو ببساطة، الاستمرار في استخدام ويندوز 10، متجاهلين التحذيرات، وهو ما قد يؤدي إلى تكرار سيناريو هجمات"WannaCry" التي ضربت الأجهزة غير المدعومة في الماضي.