يعد الركود الصفراوي من المشكلات الصحية التي تؤثر على الكبد، حيث يحدث نتيجة تباطؤ أو توقف تدفق العصارة الصفراوية إلى الأمعاء التي تلعب دورًا مهمًا في هضم الدهون والتخلص من السموم، وعند اضطراب تدفقها، تتراكم داخل الكبد مسببة مشكلات صحية تحتاج إلى متابعة وعلاج مناسب، ويمكن أن يكون الركود الصفراوي حالة مؤقتة أو مزمنة، ويحدث لأسباب مختلفة، منها ما يتعلق بالحمل أو أمراض الكبد والمرارة.

أسباب الركود الصفراوي

قد ينتج الركود الصفراوي عن عدة عوامل تؤثر على الكبد أو القنوات الصفراوية، مما يؤدي إلى خلل في تدفق العصارة الصفراوية، ومن أبرز هذه الأسباب أمراض الكبد المزمنة، مثل التليف الكبدي أو التهاب الكبد الوبائي، حيث تؤدي هذه المشكلات إلى ضعف وظائف الكبد، وبالتالي تأثر إنتاج وإفراز العصارة الصفراوية، كما أن انسداد القنوات الصفراوية نتيجة لحصوات المرارة، أو وجود أورام تضغط على القنوات، يمكن أن يكون سببًا رئيسيًا في حدوث هذه الحالة.

أما الركود الصفراوي أثناء الحمل، فهو أحد الحالات التي تصيب بعض النساء خلال الثلث الأخير من الحمل نتيجة التغيرات الهرمونية التي تؤثر على تدفق العصارة الصفراوية، ويؤدي ذلك إلى ارتفاع مستويات الأحماض الصفراوية في الدم، مما يسبب أعراضًا مزعجة مثل الحكة الشديدة، كما أن بعض الأدوية، مثل بعض المضادات الحيوية وأدوية السرطان وموانع الحمل الهرمونية، وقد يكون لها تأثير سلبي على تدفق العصارة الصفراوية مما يؤدي إلى حدوث الركود الصفراوي.

أعراض الركود الصفراوي

تتفاوت أعراض الركود الصفراوي بحسب شدته وسببه لكنها غالبًا ما تشمل الشعور بحكة شديدة في الجلد دون ظهور طفح جلدي واضح، ويعاني المريض أيضًا من اصفرار الجلد والعينين وهو ما يعرف باليرقان، نتيجة تراكم البيليروبين في الجسم.

ومن الأعراض الأخرى التي قد تظهر على المصاب تغير لون البول ليصبح داكنًا، في حين يصبح لون البراز شاحبًا بسبب نقص العصارة الصفراوية في الأمعاء، كما قد يعاني المريض من الغثيان وفقدان الشهية، مما يؤدي إلى فقدان الوزن وضعف عام في الجسم.

المضاعفات المحتملة للركود الصفراوي

في حال إهمال علاج الركود الصفراوي، قد تحدث مضاعفات خطيرة تؤثر على صحة الكبد والجهاز الهضمي، ومن أبرز هذه المضاعفات تراكم السموم في الجسم نتيجة عدم التخلص منها عبر العصارة الصفراوية، مما يزيد من خطر الإصابة بتليف الكبد على المدى الطويل.

كما أن استمرار المشكلة دون علاج قد يؤدي إلى سوء امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون، مثل فيتامينات A وD وE وK، مما قد يسبب مشكلات صحية أخرى مثل ضعف العظام ونقص المناعة.

وفي حالة الركود الصفراوي أثناء الحمل، قد تزيد مستويات الأحماض الصفراوية المرتفعة من خطر الولادة المبكرة أو مضاعفات أخرى تتطلب متابعة دقيقة.

طرق التشخيص والعلاج

يعتمد تشخيص الركود الصفراوي على الفحوصات السريرية والتحاليل المخبرية التي تقيس مستوى الأحماض الصفراوية في الدم ووظائف الكبد، كما يمكن استخدام تقنيات التصوير الطبي مثل الأشعة الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن أي انسدادات أو مشكلات في القنوات الصفراوية.

يعتمد علاج الركود الصفراوي على السبب المؤدي إليه، ففي الحالات التي يكون سببها الحمل، يهدف العلاج إلى تقليل الأعراض ومنع المضاعفات حتى الولادة، أما في حالات الركود الصفراوي الناتجة عن أمراض الكبد أو انسداد القنوات الصفراوية، فقد يحتاج المريض إلى أدوية لتحفيز تدفق العصارة الصفراوية، أو التدخل الجراحي في حال وجود انسداد أو حصوات تؤثر على تدفقها، كما أن تعديل نمط الحياة، مثل اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والألياف، وتقليل تناول الدهون المشبعة، قد يساعد في تخفيف الأعراض وتحسين وظائف الكبد.