في عالم تزداد فيه الهجمات السيبرانية تعقيدًا وتكرارًا تجد كثير من المؤسسات نفسها في مواجهة واقع صعب بأنظمة حماية تقليدية لم تعد تفي بالغرض، ورغم التوسع في استخدام أدوات مثل إدارة الأجهزة المحمولة وأنظمة الاستجابة لنقاط النهاية، إلا أن الثغرات الأمنية لا تزال قائمة والثقة في الأجهزة باتت على المحك.

الأجهزة غير المُدارة تهدد استقرار الشبكة

رغم فعالية أدوات MDM وEDR في تتبع الأجهزة الرسمية، إلا أن الأجهزة الشخصية وأجهزة الشركاء كثيرًا ما تنفذ إلى شبكة المؤسسة دون أن تكون مرصودة، وهذه الأجهزة قد لا تحتوي على التشفير الكافي أو الحماية المحدثة، مما يجعلها بيئة خصبة للهجمات السيبرانية، وأدوات "ثقة الجهاز" تقدم حلاً بديلاً أكثر مرونة، حيث تراقب كل جهاز يتصل بالشبكة، حتى لو لم يكن خاضعًا للإدارة المباشرة وتقيم مخاطره دون المساس بخصوصية المستخدم.

أنظمة التشغيل غير المدعومة تُشكّل ثغرة خفية

التركيز التقليدي على ويندوز وmacOS يجعل المؤسسات تغفل عن الأنظمة الأخرى مثل Linux وChromeOS، التي تستخدم بشكل متزايد داخل بيئات العمل الحديثة، وهذا الإغفال يخلق فجوة حقيقية في الرؤية الأمنية، ولا يمكن سدها إلا عبر حلول مرنة تدعم كافة أنظمة التشغيل وتمنح رؤية موحدة لمسؤولي الأمن.

الانفصال بين الحماية والوصول يفتح باب الاختراق

عدم وجود تكامل بين أدوات الحماية وأنظمة التحكم في الوصول يُحدث خللًا خطيرًا، حيث يمكن لجهاز مصاب ببرمجيات خبيثة أن يحتفظ بصلاحية الدخول حتى بعد اكتشاف المشكلة، وتقنيات "ثقة الجهاز" تدمج التقييم الأمني مباشرة في قرارات التحكم، وتمنع الأجهزة غير الآمنة من التسلل إلى الأنظمة الحساسة.

أخطاء الإعداد تقوّض الحماية من الداخل

حتى أقوى الأنظمة قد تنهار أمام خطأ بشري بسيط في التهيئة، والخطأ في إعدادات أدوات MDM أو EDR قد يمر دون أن يلاحظه أحد حتى يقع الهجوم، وهنا تبرز أهمية المراقبة المستمرة التي تقدمها حلول "ثقة الجهاز" والتي تضمن بقاء الإعدادات متوافقة مع السياسات الأمنية.

التهديدات المتقدمة تتجاوز قدرات الأدوات التقليدية

بعض التهديدات لا يمكن رصدها بسهولة مثل مفاتيح الوصول غير المحمية أو التطبيقات التي تحتوي على ثغرات أمنية معروفة، والحلول التقليدية غالبًا ما تعجز عن اكتشافها في حين تعتمد "ثقة الجهاز" على تحليل دقيق للحالة الأمنية وتستجيب بشكل فوري، مما يحدث فرقًا كبيرًا في منع الهجمات قبل حدوثها.