كتبت - شيخة العسم:قال مواطنون إن الديمقراطية لا تعني شتم وسب الآخر وانتهاك حقوقه للوصول لمآربهم، وأنها تكون بإبداء الرأي بطريقة محترمة ومهذبه وعلى الطرف الآخر تقبله، مضيفين «نحن في مجتمع يفقد هذه الثقافة».وأوضحوا، في تصريحات لـ»الوطن»، «لم نصل للأسف في مجتمعنا للديمقراطية الصحيحة فمفهوم الديمقراطية يختلف عما يعتقده الكثير منا، ولم يطبق حتى الآن بصورته الصحيحة، فالديمقراطية أساساً ثقافة قبل أن تكون شعارات الكل ينادي بها ولكن يجب أن يكون سلوكاً يسلك بدون أن يتعارض مع الشرع».وأشاروا إلى أن منهج «الاستماع للآخر» أريح ويشعر الفرد بأنه مستقل ويبدي رأيه بأريحية بعكس فرض الرأي عليه وهذا ينعكس بالسلب أو الإيجاب في المستقبل على الأبناء.الديمقراطية ليست شتمتقول لولوة سلمان (49 عاماً) إن الديمقراطيه التي ينادي بها الكثيرون اليوم لا يعلمون حقيقتها أصلاً، فالديمقراطية لا تعني شتم وسب الآخر وانتهاك حقوق الآخرين للوصول لمآربهم، الديمقراطيه تكون بإبداء الرأي بطريقة محترمة ومهذبة وعلى الطرف الآخر تقبله، نحن في مجتمع يفقد هذه الثقافة، أنا أسمع الكثير من الناس عند حديثهم يقولون إنهم ديمقراطيون ويكرهون الديكتاتورية إلا أنني أجد تصرفاتهم بعيده كل البعد عنها فهو كلام يقال اليوم كالموضة «أنا ديمقراطي»، إلا أنه لا يطبق في المعاملات الشخصية سواء في الأسرة أو العمل أوحتى بين الأصدقاء والتجمعات فيبدأ كل شخص بفرض رأيه».في حين يقول صالح عبدالله 45 سنه «أنا أب لأربعة أبناء أحاول قدر المستطاع بأن أعلم أبنائي الديمقراطية ولكن بصراحة ليس في جميع الأمور، فهناك باعتقادي أمور يجب أن تكون أقرب للدكتاتورية خصوصاً كوني أب وأريد أن أحافظ على أبنائي من بعض الأمور الدخيلة على مجتمعنا فأقوم بمنعها عن أبنائي يشعر أبنائي بالضيق في بعض الأحيان إلا أنني أقوم بشرح وجهة نظري والحمدلله يدرك أبنائي خوفي عليهم ومثال على ذلك في بداية انتشار ظاهرة البي بي منذ فترة كانت ابنتي الكبرى 20 عاماً تصر على شراء الجهاز إلا أنني لم أقبل لما أسمعه من مساوئ كثيره ولخوفي عليها منعت عنها شراءه، حتى الأن لم أسمح لها بشرائه وقد أدركت ابنتي خوفي عليها والأن قمت بشراء جهاز «أي فون» لها وقد فرحت به كثيراً هنا أنا لا أعارض التكنلوجيا إنما أعارض طرق استخدامها سيقول الكثير إنه ممكن أن تدخل على «تويتر» أو «فيس بوك» وأنا أقول أنا واثق من تصرفات أبنائي لأنني علمتهم منذ الصغر أن يناقشوني بجميع أمورهم فأصبح صديقهم في مواقف تحتاج أن أكون كذلك وأصبح الأب الخائف عليهم في المواقف التي تحتاج لذلك أيضاً وفي مواقف أخرى كالخروج في نزه أقوم بأخذ جميع الأراء وأذهب في المرة الأولى بتصويت الأغلبية وفي الأسبوع الذي يليه أقوم بإرضاء الأقليه هكذا أزرع في أبنائي مفهوم الديمقراطيه في إبداء الرأي واحترامه».وتبين لطيفة صالح (24 عاماً) أهمية الديمقراطية في الأسرة فتقول «نشأت في أسرة دكتاتورية وأعتقد أنه لم ينفعنا في تربيتنا وخاصة أخوتي الصبية وهذا بسبب التزمت في التمسك برأي والدي وفرضه علينا بكل صغيرة وكبيرة حتى آرائنا السياسية مثلاً لابد أن تكون مثل توجههم وإذا خالفناهم بالرأي «تقوم الدنيا ولا تقعد» في حين أن بيت خالتي ينتهجون منهج «الاستماع للآخر» وأنا أحسدهم كثيراً على هذا الوضع فهو أريح بكثير ويشعر الفرد بأنه مستقل ويبدي رأيه بأريحية بعكس الفرض عليه وهذا ينعكس بالسلب أو الإيجاب في المستقبل على الأبناء وهذا ما ألمسه بين أخوتي وأبناء خالتي «. لم نصل للديمقراطيةقال النائب علي الزايد في ما يتعلق بحقيقة الديمقراطيه بمجتمعنا «لم نصل للأسف في مجتمعنا للديمقراطية الصحيحة فمفهوم الديمقراطية يختلف عما يعتقده الكثير منا، ولم يطبق حتى الآن بصورته الصحيحة، فالديمقراطية أساساً ثقافة قبل أن تكون شعارات الكل ينادي بها ولكن يجب أن يكون سلوكاً يسلك بدون أن يتعارض مع الشرع، لابد أن نربي أبناءنا ونعزز فيهم هذا المفهوم وهو تقبل الرأي الآخر واحترام الآخر مهما كان اختلافنا، فكما يقال «رأيي صحيح يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب» ولكن يجب أن لايخرج أو يتعارض مع عاداتنا وتقاليدنا وشريعتنا الإسلامية.ويضيف الزايد «طالبت في المجلس النيابي في يناير الماضي بأن يكون هناك برناج تلفزيوني تثقيفي، وقد حصلت على الموافقة الأسبوع الماضي، وهو برنامج تثقيفي ديمقراطي برلماني توعوي يعرّف المواطنين بالدور الحقيقي لكل من النائب والشوري والبلدي، حيث يختلط دورومهمة كل واحد على المواطنين، وسيكون البرنامج أسبوعي، ونحن الآن بصدد وضع رؤانا وتصورنا للبرنامج كي يكون برنامجأً ديمقراطياً توعوياً يتقبل وجهة الآخر ويعرض وجه نظر الآخرين».ويوجه الزايد كلمة للأبوين فيقول «في النهاية أوجه دعوة للآباء خصوصاً وللمعلمين لدورهم المهم في تربية الأبناء والجيل القادم بأن يقوموا بنشر ثقافة الحوار وإعطاء الأبناء والطلبة فرصة لإبداء رأيهم بدون خوف أو تسلط، وفي حال هناك مشاكل أو اختلاف يجب عليهم وضع حلول بالتوافق».أما بالنسبة لدور المدارس فتقول مديرة مدرسة عراد الإعدادية للبنات موزة عبدالله المناعي إن «دور المدرسة هو التربية والتعليم بشكل موازٍ والآن أصبحت المدارس تنتهج مناهج حديثة في توعية الطلبة بأهمية تقبل الآخر وكيفية احترام رأيه، وهذا بعدة صور بداية في التجمع الأسري المدرسي الممثل بالطابور الصباحي حيث يجتمع الطلبة تحت علم المملكة والسلام الوطني بعدها يبدأ برنامج قصير من كلمة لإحدى الطالبات أو فقرة لعدد من الطالبات وهذا يهدف لجمع الطالبات وسماع الأخر ثانياً من خلال الأنشطة المتنوعة والمحاضرات الإرشادية والتوعوية للطلبة كما إننا نقوم بخلق نوع من الجو الأسري بين الطلبة والمدرسات والمرشدين الاجتماعيين كما إننا لا نخلق حواجز نفسية وإنما نؤكد على ظرورة احترام الآخر ثالثاً وجود مجلس طالبات يكون كحلقة وصل بين الطلبة وإدارة المدرسة حيث تنتخب إحدى الطالبات من كل فصل لتمثل الفصل بأكملة وقد وضع هذا المجلس بهدف أن يكون هناك تواصل حقيقي بين الطلبة والإدارة كإيصال إقتراح من الطلبة بما يخصهن أيضا للتشاور معهن بوقت الإمتحانات بما يناسبهن, كما أننا نستمع لأرائهن ووجهات نظرهن نسمح لهن بإبداء رأيهن في أي قرار تتخذه إدارة المدرسة وهذا أحد مظاهر الطرق الحديثة لتعليم المدرسة للطلبة بالديمقراطية والمشاركة والاستماع للآخر بعيد عن التسلط والدكتاتورية». وتواصل المناعي «كما أن دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس له دور كبير في تعليم الطلبة حب ومساعة الأخرين فنحن بالمدرسة نظم 9 طالبات من بينهن من هن مصابات بمتلازمة داون ونحن نشجع الطالبات بمساعدتهن والتعايش معهن على الرغم من اختلافهن».وتضيف المناعي «وأخيراً وليس آخراً تم تفعيل مشروع «إنجاز» بدعم من الشيخة حصة وهو مشروع عبارة عن تقديم محاظرات للطالبات بمعدل مرتين أسبوعياً من قبل متطوعتين يهدف لتنمية شخصية الفتيات وكيفية إبداء رأيهن التعايش وحب الوطن والآخر». سلطة فرض الرأي الأبويويقول الإخصائي الاجتماعي سلمان درباس إن «المجتمع ليس لديه هذه الثقافة بدأ من المنزل مروراً بالمدارس والشوارع والمؤسسات الخاصة والحكومية حيث يسودها التسلط فنرى الأب يفرض رأيه على أبنائه وزوجته والأم كذلك ونرى في المدارس الشيء ذاته من فرض رأي المدرس وعدم الاستماع للطالب ظناً منه أنه أصغر سناً وأقل خبرة وتعليماً ويحدث أيضاً في الشارع من سلب الآخر حقه وعدم تقل الجار للجار والصديق الصديق وحتى من لا يعرفه بل فرض الرأي والمجادلة وحب النفس والظهو هو مايغلب في المجتمع أيضاً في العمل حيث نجد المدير والمسؤول هو الأحق بإعطاء الأوامر بدون القيام بمشاورة الموضفين ظنا منه أن له أحقية كامله باتخاذ القرارات دون الرجوع لغيره».ويواصل درباس «انا أجزم بأن مجتمعنا يرفع شعارات فقط تبين وجود هذه الثقافة إلا أنه في حقيقة الأمر أننا لا نتخذها منهاجاً حقيقياً في سلوكنا وممارساتنا اليومية «.ويضيف «لنقارن أنفسنا بالشعوب الديمقراطية والمنفتحة ولنأخذ النموذج البريطاني مثلاً وهي من أكثر الدول ديمقراطية من الناحيه التعليمية مثلاً يأتي الطالب له هيئة معبرة ومستقلة عن ذاته ويقدر رأيه، حتى في حال محاسبته فتكون المحاسبة قائمة على الشفافية والحيادية كما إننا نجد مظاهر الديمقراطيه في أبسط المواقف كالسوبرماركت من احترام دور الآخر بدون التعدي واختراق الصفوف للدفع كما نجده هنا، فلو قارنا بين هذا النموذج وبن مجتمعنا لأدركنا أن مفهومها لم يفهم بالشكل الصحيح ولم يطبق ولو الجزء البسيط منه».ويقول درباس «لابد من إدراك المجتمع مفهوم الديمقاطية وفهم أنه مهما اختلفنا في الرأي إلا أننا لدينا مصلحة مشتركة واحدة ولابد أن يكون لدينا الفهم الواسع للتقبل وإلغاء مفهوم الانتقام».في حين يقول رئيس جمعية البحرين الشبابية علي شرفي إن «الديمقراطيه هو وجود حرية في الرأي ولكن في حدود وبضوابط وقوانين، فللمواطن الكبير والشاب والصغير حق في الحراك السياسي والاقتصادي والاجتماعي ولكن بحدود وضوابط لا تخرج عن دائرة الاحترام « أما بالنسبة للشباب البحريني فيقول شرفي «منذ بداية مشروع جلالة الملك للمشروع الإصلاحي و الميثاق الوطني أصبح للشعب البحريني متسع من المساحة لتطبيق الديمقراطية على أرض الواقع وخصوصاً الشباب، وذلك عن طريق حق الانتخاب في الانتخابات النيابية والبلدية أيضاً وجود حراك سياسي واجتماعي حقيقي يتمثل في الجمعيات السياسية والشبابية والإجتماعية، أيضاً توجه الشباب إلى مجال العلوم السياسية والقانونية هو مظهر من مظاهر الديمقراطية لدى الشباب البحريني، وإرادتهم لمعرف كل ما يتعلق بالديمقراطية وذلك عن معرفة حقوقهم وواجباتهم السياسية والاجتماعية وغيرها».يضيف شرفي»وستقوم جمعية البحرين الشبابية بتدشين مشروع يهدف لنشر مفاهيم الميثاق الوطني وتعريف الشباب به لما يصب في مصلحتهم فلابد أن يفهم ويعي الشاب مفهوم الديمقراطيه بمفهومها الصحيح، بدل أن يبقى مفهومه بترجمة البعض له من أن من مظاهر الديمقراطية العنف، كما نراه الآن في مملكتنا من عنف وسلبية لبعض الشباب والأطفال من فهم وتطبيق الديمقراطية بشكل خاطىء وجر البلد لأمور لا تحمد عقباها، وهمسة مني للشباب البحريني وهم مستقبل البلد، أنه من يسيء لبلده فهو يسيء لنفسه أولاً».