يرى روبن لي، المؤسس المشارك لشركة بايدو، أن الاهتمام بنماذج الذكاء الاصطناعي التي تقتصر على إنتاج النصوص فقط مثل تلك التي طورتها شركة "ديب سيك" الصينية، قد بدأ في التراجع تدريجيًا.

وأوضح لي في تصريحاته الأخيرة خلال مؤتمر "بايدو" للمطورين، أن هذه النماذج التي تعتمد على معالجة النصوص لم تعد تواكب التطورات التكنولوجية المتسارعة، وعلى الرغم من البداية القوية لهذه النماذج، فقد أصبح استخدامها محدودًا نظرًا لتركيزها على النصوص فقط، وهو ما يجعلها غير كافية في ظل وجود نماذج أخرى متعددة المهام تقدم إمكانيات أوسع.

تحديات جديدة في سوق الذكاء الاصطناعي التنافسي

فيما يتعلق بمنافسة ديب سيك وصف لي النماذج التي طورتها الشركة الصينية بأنها أكثر عرضة للأخطاء اللغوية وتباطؤ في الأداء مقارنة بالبدائل المحلية التي تم طرحها مؤخرًا، مضيفا أن تكلفة تشغيل هذه النماذج أصبحت مرتفعة، مما يجعلها أقل جذبًا للمستخدمين في ظل وجود حلول أخرى أرخص وأسرع.

وفي هذا السياق أعلنت "بايدو" عن إطلاق نماذج جديدة أكثر تقدمًا، مثل "Ernie 4.5 Turbo" و"X1 Turbo"، والتي تتميز بقدرتها على معالجة النصوص، بالإضافة إلى التعامل مع الصوت والصورة والفيديو، مما يجعلها أكثر قدرة على التفاعل مع بيانات متنوعة ومتعددة.

النماذج الجديدة تفتح آفاقًا أوسع في الذكاء الاصطناعي

بينما يشهد سوق الذكاء الاصطناعي في الصين تغيرات سريعة، أكد "لي" أن المنافسة أصبحت أكثر شرسة من أي وقت مضى مع تدفق مجموعة من النماذج المتطورة التي توفر خيارات متعددة للمستخدمين، وتتزايد الحاجة إلى تكنولوجيا قادرة على التعامل مع مختلف أنواع البيانات في وقت واحد، مما يضع نماذج "ديب سيك" في موقف صعب.

استراتيجية جديدة من "بايدو" لاستعادة الريادة في السوق

في إطار محاولاتها لاستعادة مكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي بالصين، قامت "بايدو" بتغيير استراتيجيتها بشكل جذري، حيث قررت الشركة إيقاف خدمة الاشتراك في روبوت الدردشة الخاص بها، وأعلنت عن فتح نماذجها البرمجية لتكون مفتوحة المصدر ومجانية، بهدف تعزيز التفاعل مع المطورين من خلال توفير المزيد من الفرص لاستخدام هذه التقنيات بشكل مفتوح.

تغيرات أحدثتها "ديب سيك" في سوق الذكاء الاصطناعي

وفي خطوة مفاجئة، أحدثت "ديب سيك" في بداية العام ضجة كبيرة في سوق الذكاء الاصطناعي العالمي من خلال إطلاق نموذج ذكاء اصطناعي متقدم بتكلفة منخفضة، مما أدى إلى تغيير جذري في المشهد التنافسي في الصين، وهذه التقنية المنخفضة التكلفة والفعالة فرضت على الشركات الكبرى إعادة تقييم استراتيجياتها لمواكبة هذا التحول السريع.