لا يختلف اثنان على أن الإدارة الحديثة على كافة المستويات سواء أكانت على مستوى الإدارات أو بصورة أكبر على مستوى الجماعات، وإن تعدتها على مستوى الدول فإن نجاحها يعتمد على الابتكار والحلول المتطورة، بمعنى آخر المبادرات التي تقدم حلولاً جذرية لا إبراً مخدرة أو أدوية مسكنة هي المبادرات التي تكون أنموذجاً يحتذى به، بل ويطلق عليها حلولاً مبتكرة وسابقة لعصرها، ومن شأنها أن تعمل على حل المشاكل الآنية والمستقبلية، ولا تعمل على ترحيل القضايا بل إنها تسهّل على من سيأتي مستقبلاً مهام عمله وكيفية إدارته، هذا النوع من المبادرات يدل على أن هناك عملاً دؤوباً وأن هناك عصفاً ذهنياً يتجدد بشكل دوري في أروقة الحكومة الموقرة، وإلا لم نكن لنسمع بمعرض للعقارات يمكن للمواطن من خلاله أن يتواجد ليختار ويحدد طلبه الإسكاني عبر مسح إلكتروني يرى من خلاله المدن الإسكانية الجديدة والمساحة والرسومات الهندسية ويختار من بينها الأنسب حجماً وسعراً وموقعاً.مبادرة أخرى سبقتها في مجال آخر وهو التاكسي السياحي، وإن كانت المقارنة ظالمة بين المبادرتين إلا أن التاكسي البحري يعتبر مبادرة كبيرة في مجال السياحة، وباكورة عمل يضاف إلى البدايات الحقيقية التي عشناها خلال الشهور القليلة الماضية في المجال السياحي، ويعمل على جوانب إيجابية في عدة مسارات، ففي المجال أو المسار المروري فهو يعمل على تخفيف نسبة الازدحامات عبر تسعيرته المنخفضة في نقل الركاب بين عدد من المجمعات التجارية والمواقع السياحية في تجربة بحرية مميزة من شأنها أن تكون وسيلة مواصلات محتملة في المستقبل، أما في الجانب أو المسار السياحي فهي نقلة نوعية جديدة تعزّز من مفهوم الاستغلال للموارد المتاحة، ونحن في البحرين كجزيرة من المهم استغلال المورد البحري كجزء لا يتجزأ من منظومتنا السياحية.مبادرتان خلال شهر أبريل الجاري تدلان على أن هناك رؤى جديدة ونهجاً جديداً في العمل الحكومي يجعلنا ننتظر القادم بفارغ الصبر، على أهمية أن تلامس المبادرات المواطن بشكل مباشر حتى يعمل هو على الترويج لها.