تستخدم الأدوية في علاج العديد من المشكلات الصحية، ولكننا لا ندرك أن بعض هذه العقاقير تحمل في طياتها آثارًا جانبية طويلة الأمد قد تؤثر على الدماغ والذاكرة، فواحدة من أبرز المخاوف التي ظهرت في السنوات الأخيرة هي العلاقة المحتملة بين بعض الأدوية وتزايد خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
وفي السطور التالية، نسلّط الضوء على مجموعة من الأدوية الشائعة التي أشارت الأبحاث إلى ارتباطها المحتمل بزيادة خطر التدهور المعرفي، ونوضح كيفية التعامل معها بحذر للحفاظ على صحة الدماغ مع التقدم في العمر.
ما هو الزهايمر؟
مرض الزهايمر هو نوع من أنواع الخرف، يصيب خلايا الدماغ ويؤدي إلى تدهور تدريجي في الذاكرة والتفكير والسلوك، وهو مرض معقد لا يزال سببه الدقيق غير مفهوم تمامًا، لكن هناك عوامل عدة تساهم في حدوثه، منها الوراثة، ونمط الحياة، وربما تأثيرات بعض الأدوية.
أدوية قد تسبب الزهايمر
أدوية مضادات الكولين
تعد هذه الفئة من الأدوية الأكثر ارتباطًا بخطر الإصابة بالزهايمر على المدى الطويل، حيث تعمل مضادات الكولين على منع تأثير مادة "أسيتيل كولين" في الدماغ، وهي ناقل عصبي مهم للذاكرة والتعلم.
تشمل هذه الأدوية مضادات الهستامين من الجيل الأول، مثل ديفينهيدرامين الموجود في بعض أدوية الحساسية والمنومات، وبعض أدوية الاكتئاب مثل أميتريبتيلين، بالإضافة إلى أدوية لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي مثل ديسيكلومين.
كما أن الاستخدام المطول لهذه الأدوية يرتبط بزيادة ملحوظة في خطر الإصابة بالخرف، خاصة عند استخدامها بجرعات عالية أو لفترات ممتدة.
أدوية النوم والمهدئات
تُستخدم هذه الأدوية لعلاج القلق واضطرابات النوم، مثل ديازيبام ولورازيبام وألبرازولام، وقد يزيد الاستخدام المنتظم والمطول لهذه الأدوية من خطر التدهور العقلي والخرف، خاصة لدى كبار السن.
أدوية الحموضة
تعمل أدوية علاج الحموضة كمثبطات لمضخة البروتون وهي مجموعة من الأدوية التي تُقلل من إنتاج حمض المعدة، وتشمل أوميبرازول وإيزوميبرازول، وهناك علاقة بين الاستخدام الطويل لهذه الأدوية وانخفاض امتصاص فيتامين "ب 12" والمغنيسيوم، وهما عنصران مهمان لوظائف الدماغ.
كيف تتفادي تأثير الدواء الذي يسبب الزهايمر؟
استشارة الطبيب دائمًا قبل استخدام أي دواء لفترات طويلة.
البحث عن بدائل أقل تأثيرًا على الدماغ، خصوصًا لكبار السن.
عدم استخدام الأدوية النفسية أو المهدئات دون إشراف طبي دقيق.
تبني نمط حياة صحي يعزز صحة الدماغ، مثل ممارسة الرياضة، وتناول غذاء متوازن، وتحفيز الذهن.