الدوالي هي حالة شائعة تصيب الأوردة فتتضخم وتصبح مرئية من تحت سطح الجلد، خاصة في الساقين.

وتعد الدوالي من المشاكل الصحية التي قد لا يتم الانتباه إليها بشكل مباشر، رغم تأثيرها الكبير على نوعية الحياة.

أما المثير فهو ما بدأت تكشفه بعض الدراسات الحديثة، من وجود علاقة بين الدوالي وحالة الدماغ والذاكرة.

ما هي الدوالي؟

الدوالي عبارة عن أوردة متضخمة أو ملتوية، وعادة ما تظهر في الساقين، وحدث عندما تتعطل صمامات الأوردة التي تتحكم في تدفق الدم، مما يؤدي إلى تجمعه داخل الأوردة وتورمها.

وتكون الدوالي عادة غير مؤلمة في البداية، لكنها قد تسبب شعورًا بالثقل، والانتفاخ، والألم، وفي بعض الحالات قد تؤدي إلى تقرحات جلدية.

هل هناك علاقة بين الدوالي وصحة الدماغ؟

وعلى الرغم من أن العلاقة بين الدوالي والذاكرة ليست واضحة بشكل كامل بعد، في ظل قلة الأبحاث الطبية التي أجريت في هذا الشأن، فإن بعض الدراسات تشير إلى أن الدوالي قد تؤثر بشكل غير مباشر على صحة الدماغ ووظائفه فعليا لأنها تؤدي إلى:

ضعف تدفق الدم إلى الدماغ

الدوالي تؤثر بشكل رئيسي على الدورة الدموية في الساقين، حيث يكون الدم أكثر عرضة للتجمع في الأوردة، بسبب ضعف الصمامات، وهذا الضعف في تدفق الدم في الأوردة السفلية قد يؤدي إلى عدم قدرة القلب على ضخ الدم بشكل كافٍ إلى جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ و في الحالات الشديدة من الدوالي، قد يحدث تباطؤ في تدفق الدم، مما يمكن أن يؤثر على تزويد الدماغ بالأوكسجين والعناصر الغذائية اللازمة له.

تأثير الدوالي على الأوعية الدموية

وفي الحالات المزمنة، قد يتسبب الضغط الزائد على الأوردة في الساقين إلى تأثيرات سلبية على الأوعية الدموية في مناطق أخرى من الجسم، فإذا كانت الأوعية الدموية في الساقين تعاني من مشكلات، فقد تنتقل هذه التأثيرات إلى الأوعية الدموية الأخرى، بما في ذلك تلك التي تغذي الدماغ، وتدهور الأوعية الدموية يمكن أن يؤدي إلى ضعف في قدرة الدماغ على التكيف مع التغيرات في تدفق الدم، مما قد يؤثر على الذاكرة والتركيز.

ارتباط الدوالي مع اضطرابات أخرى تؤثر على الذاكرة

في بعض الحالات، قد تكون الدوالي مجرد مؤشر على وجود مشاكل صحية أخرى تؤثر على الدورة الدموية بشكل عام، مثل: ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل القلب.

هذه الحالات قد تؤدي إلى تدهور الذاكرة والوظائف الإدراكية بشكل عام لذا، فإن الأشخاص الذين يعانون من الدوالي قد يكونون أيضًا عرضة للاضطرابات التي تؤثر على الذاكرة، مثل: الخرف أو التدهور العقلي بسبب ضعف تدفق الدم.

تأثير الدوالي على نوعية الحياة والصحة النفسية

ويمكن أن تؤثر الدوالي بشكل غير مباشر على الصحة النفسية للأفراد، مما يؤدي إلى مشاكل في التركيز والذاكرة فالأشخاص الذين يعانون من الألم والتورم الناتج عن الدوالي قد يشعرون بالتوتر أو الاكتئاب، وهو ما قد يؤثر على قدرة الدماغ على العمل بشكل جيد،كما أن القلق المستمر والتوتر الناتج عن الألم قد يضعف من التركيز والذاكرة على المدى الطويل.

التأثيرات الأخرى على الذاكرة بسبب قلة النشاط البدني

الأشخاص الذين يعانون من الدوالي قد يتجنبون ممارسة الرياضة أو الأنشطة البدنية، بسبب الألم أو الشعور بالثقل في الساقين.

قلة النشاط البدني يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على الصحة العقلية والذاكرة، حيث إن التمارين الرياضية تعتبر من العوامل الأساسية لتحسين الدورة الدموية وتعزيز تدفق الدم إلى الدماغ، كما أن التمارين الرياضية تسهم في تحفيز نمو خلايا الدماغ وتعزيز الذاكرة والقدرات المعرفية.

كيفية التعامل مع الدوالي لتحسين الذاكرة؟

العلاج المبكر للدوالي فمن المهم علاج الدوالي في مراحلها المبكرة، لتجنب حدوث المضاعفات التي قد تؤثر على الدورة الدموية بشكل عام.

يمكن أن تساعد الأنشطة البدنية في تحسين الدورة الدموية وتعزيز تدفق الدم إلى الدماغ فالمشي، أو السباحة، أو تمارين القوة الخفيفة يمكن أن تساعد في تحسين وظائف القلب والدورة الدموية.

الحفاظ على وزن صحي، وتناول غذاء متوازن، يمكن أن يسهم في تعزيز صحة الأوعية الدموية وتحسين الذاكرة.

في حال كانت الدوالي تسبب ألمًا أو تأثيرًا كبيرًا على نوعية الحياة، يجب استشارة الطبيب للبحث عن خيارات علاجية، مثل: العلاج بالليزر أو الجراحة.